كشف تقرير حديث صادر عن مركز إفريقيا للدراسات الإستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية أن القارة الإفريقية تواجه مشهداً أمنياً معقداً يتسم بتصاعد النزاعات الإقليمية، وتزايد هجمات الجماعات الإسلامية المسلحة، وتنامي الانقلابات العسكرية، إلى جانب التنافس بين القوى الدولية الفاعلة. وأكد التقرير أن التحضر السريع والضغوط الديموغرافية يزيدان من هشاشة الوضع الأمني في القارة، رغم تحقيق عدد من الدول الإفريقية تقدماً ملحوظاً في مجالات البنية التحتية للاتصالات والطرق والسكك الحديدية والفضاء، بهدف دعم النمو الاقتصادي وتحسين ظروف العيش لساكنة تتجاوز 1.5 مليار نسمة، أغلبها من فئة الشباب.
وأوضح التقرير أن منطقة الساحل مازالت تتصدر قائمة أخطر مناطق إفريقيا من حيث العنف المرتبط بالجماعات المسلحة، بعد تسجيل أكثر من 22 ألف حالة وفاة خلال العام الماضي. كما أشار إلى تراجع الديمقراطية في القارة، حيث لم تُعتبر سوى ثلاث من أصل عشر انتخابات حرة ونزيهة، بينما شهدت بلدان مثل تنزانيا أعمال عنف واعتداءات غير مسبوقة على المعارضين والصحفيين. وبيّن أن عشرين من أصل 54 زعيماً إفريقيا وصلوا إلى السلطة عبر انقلابات أو تدخلات عسكرية، ما أعاد نمط الحكم العسكري إلى الواجهة، وساهم في تحول العديد من الحكومات نحو السلطوية بعد أن كانت تميل إلى الديمقراطية قبل سنوات قليلة.
وعلى المستوى الجيوسياسي، رصد التقرير توسع الصين في المجال الأمني بإفريقيا ضمن مبادرة الأمن العالمي، من خلال تدريب آلاف الضباط الأفارقة سنوياً وتنفيذ عمليات مشتركة مع جيوش القارة، إضافة إلى مشاركتها في نحو 78 ميناءً بـ32 دولة إفريقية. وأشار إلى أن بكين أصبحت المزود الرئيسي للأسلحة في إفريقيا، وتمتلك حضوراً مهيمناً في قطاع المعادن الحيوية عبر 66 مشروع تعدين في القارة. كما أشار التقرير إلى أن الطائرات بدون طيار أصبحت عاملاً حاسماً في النزاعات الإفريقية، إذ حصلت 31 دولة على هذه التكنولوجيا، فيما بدأت تسع دول، بينها المغرب والجزائر ومصر وتونس، في إنتاج طائرات عسكرية بدون طيار محلياً، في مسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية وتقليص الاعتماد على الخارج.
29/12/2025
