استبشر سكان مدينة المحمدية، كما باقي المغاربة، بالتساقطات المطرية الأخيرة التي أنعشت الآمال بموسم فلاحي واعد، غير أن هذه الأمطار كشفت في المقابل عن ضعف البنية التحتية الطرقية بالمدينة، خاصة داخل الأحياء السكنية التي تحولت شوارعها إلى مسالك مليئة بالحفر والمياه الراكدة. وفي جولة بعدد من أحياء “مدينة الزهور”، بدا المشهد واضحاً من خلال انتشار واسع للحفر والتشققات التي أعاقت حركة السير وتسببت في أعطاب متكررة للسيارات والدراجات، ما أعاد إلى الواجهة إشكالية صيانة الطرق الحضرية.
وحسب متتبعين للشأن المحلي، فإن هذه الوضعية أدت إلى وقوع حوادث سير ناتجة عن الفرملة المفاجئة أو محاولة تفادي الحفر في اللحظات الأخيرة، خصوصاً في الطرق التي تعرف حركة مرور كثيفة. وأكد الفاعل المحلي مراد هواري أن أحياء مثل العالية ونواحي الجوطية وطريق الكورنيش تعاني من “انتشار واسع للحفر” نتيجة ضعف الصيانة والإهمال الجماعي، مشيراً إلى أن بعض المواطنين باتوا يرممون الطرق بأنفسهم بوسائل بسيطة في غياب تدخلات رسمية، ما يعكس حجم الإحباط وفقدان الثقة في فعالية الجماعة.
من جانبه، أوضح المتتبع المحلي حسن حُمير أن أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم الوضع هو “العشوائية في تنفيذ الأشغال العمومية”، سواء تعلق الأمر بتمديد شبكات الأنترنيت أو إصلاح البالوعات، حيث لا تُحترم المعايير التقنية المطلوبة. وأضاف أن ضعف المراقبة من طرف المصالح الجماعية والجهات المسؤولة يجعل الشركات المناولة تنفذ الأشغال دون دقة أو إتقان، وهو ما يؤدي إلى تدهور متسارع للبنية التحتية. ومع استمرار الأمطار، تتسع الحفر وتتحول إلى خطر حقيقي على السلامة المرورية، ما جعل ساكنة المحمدية تطالب بإصلاح فوري للشوارع المتضررة وإطلاق خطة صيانة شاملة تليق بمدينة تعتبر من أهم الواجهات الحضرية للمملكة.
29/12/2025