إسبانيا تُعلن إعادة توزيع نحو ألف قاصر مهاجر من جزر الكناري وسبتة ومليلية … ومدريد تعتبر الإجراء “حدثًا تاريخيًا”

في خطوة تقدمها الحكومة الإسبانية كإنجاز كبير، أعلن وزير السياسة الترابية والذاكرة الديمقراطية، أنخل فيكتور توريس، أن مدريد صادقت خلال الأشهر الستة الأخيرة على إعادة توزيع حوالي ألف قاصر مهاجر غير مُصاحبين بذويهم من مناطق الضغط الحدودي، وفي مقدمتها جزر الكناري ومدينة سبتة المحتلة ومليلية المحتلة.

الوزير أوضح خلال ندوة صحفية في لاس بالماس أن عدد القرارات التي تمت الموافقة عليها بلغ 810 قرارًا خلال نصف سنة فقط، حيث يتم نقل هؤلاء القاصرين إلى مختلف الأقاليم الإسبانية بدل إبقائهم مكدسين داخل مراكز الاستقبال في المناطق الحدودية، وفي مقدمتها سبتة ومليلية.

الأرقام تكشف تفاوت التنفيذ بين الأرخبيل والثغرين

الكناري: 461 قرار نقل، نُفّذ منها 133 فقط (28%)

مليلية المحتلة: 83 قرارًا، نُفّذ منها 36 حالة (43%)

سبتة المحتلة: 266 قرارًا، نُفّذ منها 199 حالة (75%)

وبالموازاة، تم استقبال 408 قاصرين من طالبي اللجوء ضمن شبكة الحماية الدولية بإسبانيا، بينهم 167 بقوا في الكناري. وتأتي العملية ضمن المرسوم الذي صادقت عليه الحكومة في أبريل الماضي، والذي عدّل المادة 35 من قانون الأجانب ليُنشئ آلية دائمة لتوزيع القاصرين بين الأقاليم بدل ترك الأزمة مركزة في المدينتين المغربيتين المحتلتين والكناري.

توريس اعتبر تعديل القانون “سابقة تاريخية” بعد مطالب امتدت لما يقارب ثلاثة عقود، مشيرًا إلى معارضة حزبي اليمين واليمين المتطرف PP وVox، ومحذرًا من أن وصولهما إلى الحكم قد يُجهض هذا النظام الجديد ويعيد سيناريو الاكتظاظ والضغط الإنساني على سبتة ومليلية المحتلتين وبقية “المناطق الحدودية”.

الوزير أكد أيضًا أن تدفقات الهجرة غير النظامية نحو الكناري انخفضت بـ 60% خلال 2025 مقارنة بسنة 2024، نتيجة تعاون دبلوماسي واتفاقيات ثنائية. لكنه حذّر من أن مسارات الهجرة تبقى متغيرة، منتقدًا الخطاب السياسي الذي يربط الهجرة بالأمن بشكل مباشر.