ارتدت مدينة الحسيمة خلال اليومين الأخيرين حلة بيضاء ناصعة، بعد تساقطات ثلجية كثيفة رسمت مشهداً استثنائياً نادراً، منح الإقليم طابعاً جمالياً أخاذاً رغم برودة الأجواء القاسية. وشهدت جهة طنجة تطوان الحسيمة موجة برد غير مسبوقة بفعل كتل هوائية باردة، رافقها تساقط كثيف للثلوج على المرتفعات، ما أدى إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة، خاصة بالمناطق الجبلية والنائية.
وأفادت مصادر محلية أن السلطات الإقليمية بالحسيمة أعلنت حالة استنفار شاملة، حيث تم تسخير آليات الأشغال العمومية ومعدات المديرية الإقليمية للتجهيز والماء لإزاحة الثلوج وفتح المحاور الطرقية المتضررة. كما انتشرت الجرافات والفرق التقنية في النقاط التي شهدت تراكمات كثيفة، ضمن خطة استباقية تشرف عليها لجنة اليقظة الإقليمية بتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية والإدارية. وأسفرت هذه التدخلات عن فك العزلة وضمان حركة السير في طرق رئيسية مثل محور إساكن–باب برد والطريق الرابطة بين تارجيست وبني بونصارت، ما خلف ارتياحاً واسعاً لدى الساكنة التي نوهت بسرعة الاستجابة.
ورغم التحذيرات الرسمية الداعية إلى توخي الحذر وتجنب التنقلات غير الضرورية، لم يخف سكان الحسيمة وزوارها فرحتهم بهذا المشهد الطبيعي الفريد؛ إذ تحولت المرتفعات والفضاءات الخضراء إلى لوحات بيضاء جذبت عشاق التصوير، الذين سارعوا لتوثيق اللحظة بعدساتهم في أجواء امتزجت فيها الدهشة بجمال الطبيعة وبهجة الشتاء.
