واشنطن تدمر مرسى لتهريب المخدرات في فنزويلا وسط تصاعد التوتر مع حكومة مادورو

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، أن القوات الأميركية نفذت ضربة دقيقة دمّرت مرسى يُستخدم لانطلاق قوارب تهريب المخدرات من فنزويلا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تشكل أول عملية برّية ضمن الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد شبكات التهريب في أميركا اللاتينية. وأوضح ترامب، خلال مؤتمر صحافي بمنتجعه في مارالاغو عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “المرسى الذي كان يستخدم لتحميل القوارب بالمخدرات لم يعد موجوداً بعد الضربة”، دون أن يحدد موقع العملية أو الجهة التي نفذتها، سواء الجيش الأميركي أو وكالة الاستخبارات المركزية.

وتأتي هذه الضربة في سياق تصعيد الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، المتهم من واشنطن بقيادة شبكة اتجار دولية بالمخدرات. وذكرت تقارير لشبكتي “سي إن إن” و”نيويورك تايمز” أن الهجوم تم بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت رصيفاً معزولاً تستخدمه عصابة “ترين دي أراغوا” لتخزين ونقل شحنات المخدرات عبر البحر الكاريبي، مشيرة إلى أن العملية لم تسفر عن ضحايا. كما أوردت المصادر أن الـ“سي آي إيه” هي التي أشرفت على التنفيذ الميداني، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من البنتاغون أو البيت الأبيض.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وكراكاس توتراً متزايداً، إذ ترى الحكومة الفنزويلية أن الولايات المتحدة “تختلق ذرائع مرتبطة بتهريب المخدرات” لتبرير تدخل عسكري والسيطرة على موارد البلاد النفطية. وتواصل واشنطن، من جانبها، تعزيز وجودها العسكري في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، حيث نفذت أكثر من ثلاثين عملية ضد زوارق يُشتبه في ضلوعها بالتهريب، أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص منذ سبتمبر الماضي. ويرى محللون أن الضربة الأخيرة تمثل تصعيداً جديداً في سياسة الضغط القصوى التي ينتهجها ترامب تجاه نظام مادورو، مع احتمال اتساع رقعة العمليات في حال استمرار التوتر بين الجانبين.