لم تكن ألمانيا تتوقع أن تستيقظ على واحدة من أجرأ عمليات السرقة في تاريخها الحديث، سرقة بدت وكأنها خارجة من فيلم تشويقي مُحكم، لكنها هذه المرة لم تُكتب للسينما، بل للواقع بكل دهشته وصدمته.
في مدينة غيلزينكيرشن غرب البلاد، أعلنت السلطات عن عملية سطو احترافية استهدفت الخزنة الرئيسية لأحد البنوك، حيث قُدِّرت قيمة المسروقات الأولية بحوالي ثلاثين مليون يورو ( أكثر من 30 مليار سنتيم مغربية ) بين أموال ومجوهرات ووثائق ثمينة. العملية نُفذت بدهاء شديد، مستغلة عطلة عيد الميلاد وإغلاق الوكالة البنكية، قبل أن ينطلق جهاز الإنذار قرابة الرابعة إلا دقيقتين صباحًا بعد إشارة غير طبيعية التقطها جهاز الكشف عن الحرائق.
المعطيات الأولية تؤكد أن المنفذين نجحوا في الوصول مباشرة إلى قلب الخزنة عبر ثقب كبير حفروه من مبنى مجاور، في مشهد يعكس تخطيطًا دقيقًا وجرأة نادرة. البنك أوضح أن الأضرار الإنشائية كبيرة للغاية، وأن المنطقة المستهدفة ستظل مغلقة في وجه الزبائن إلى إشعار آخر.
الصورة داخل الخزنة كانت أكثر إيلامًا… آلاف صناديق الأمانات تعرّضت للتخريب، وخمسة وتسعون في المائة منها فُتحت بالقوة، لتذهب معها ممتلكات وذكريات عمر كامل وثقة كان أصحابها يعتقدون أنها محصّنة خلف الحديد والإقفال الثقيلة.
وتواصل الشرطة فحص تسجيلات كاميرات المراقبة وتمشيط محيط البنك، بعدما وثّقت اللقطات وجود مشتبه فيهم غادروا المكان على متن سيارة فارهة، بينما تشير تقديرات التحقيق إلى أن العملية لم تكن ارتجالية، بل نتيجة تخطيط طويل ومعرفة دقيقة ببنية المكان.
مع انتشار الخبر، تحوّل محيط البنك إلى مشهد إنساني صعب… وجوه مرتبكة، عيون دامعة، وقلوب متوجسة تبحث عن أي أمل في أن يكون ما بداخل صناديقهم قد نجا من الكارثة. أعلن البنك خطًا هاتفيًا لمواكبة المتضررين، لكن القلق ظل سيّد الموقف، والذهول يخنق الكلمات.
هذه السرقة لم تُفجر خزنة واحدة فقط… بل فجّرت معها سؤالًا مرعبًا في وجدان الناس: إذا كان “بيت المال” نفسه قابلًا للاختراق بهذا الشكل، فأين يبدأ الأمان… وأين ينتهي؟
وبينما تتعالى وعود البحث والتحقيق، يظل المشهد عالقًا في الذاكرة: خزنة مفتوحة بلا قلب، صناديق خاوية بلا أسرار، ومدينة تنظر إلى ليلها بحذر !
30/12/2025