kawalisrif@hotmail.com

عمل تخريبي جديد يهزّ مليلية … تدمير أربع مجسّمات من مغارة الميلاد وإتلاف أجزاء رمزية

عمل تخريبي جديد يهزّ مليلية … تدمير أربع مجسّمات من مغارة الميلاد وإتلاف أجزاء رمزية

اهتزّت مدينة مليلية هذا الأسبوع على وقع عمل تخريبي خطير استهدف مغارة الميلاد الضخمة المقامة بخندق “هورنابيك”، حيث جرى تدمير أربع مجسّمات فنية وإتلاف أجزاء حسّاسة منها بشكل متعمّد، في حادث يعكس مجددًا هشاشة الوضعين الأمني والاجتماعي داخل المدينة الخاضعة للاحتلال الإسباني.

وبحسب مصادر محلية، فإن الاعتداء طال مجسّمات رمزية داخل الفضاء الاحتفالي، حيث جرى كسر أيادي بعض الشخصيات من مستوى المعصم، واقتلاع أصابع من مجسّمات أخرى، إلى جانب العبث بالمجسّم الذي يجسّد العذراء مريم، فضلاً عن سرقة إبريق نحاسي وإلحاق أضرار إضافية بإحدى الشخصيات الفنية المكوّنة للمعرض.

واعترف نائب مستشار البيئة بالمدينة المحتلة، فرانسيسكو بييّينا، بأن ما وقع ليس حادثًا عرضيًا ولا نتيجة صدفة، مؤكّدًا أنه “عمل تخريبي من أجل التخريب”، دون أن تكون له – حسب تصريحه – خلفية دينية مباشرة. غير أنه أقرّ ضمنيًا بوجود تقصير واضح في حماية الممتلكات العامة والفضاءات الفنية، رغم أنّ هذه المواقع يُفترض أن تكون مؤمّنة وتحت مراقبة دائمة.

هذا الاعتداء فجّر موجة غضب واستياء واسعين داخل مليلية المحتلة، وأعاد إلى الواجهة سؤال الأمن العام ومسؤولية سلطات الاحتلال الإسباني التي لا تتوقف عن الترويج لخطاب “النظام والاستقرار”، بينما يكشف الواقع فشلها في تأمين حتى الفضاءات الثقافية والتراثية المفتوحة للعموم.

ورغم أن المعرض كان قد أُغلق في وقت سابق بسبب سوء الأحوال الجوية، إلا أنّ المدينة اليوم أمام مشكل أخطر يتمثّل في تعدّيات تخريبية مباشرة تمس صورتها وتكبّدها خسائر معنوية ومادية واضحة.

وبيّن المسؤول المحلي أن العاملين بالموقع طُلب منهم توخي الحذر واليقظة، غير أنه اعترف بصعوبة مراقبة جميع المواقع، وهو تبرير اعتبره كثيرون محاولة للتنصّل من المسؤولية بدل اتخاذ إجراءات عملية وملموسة. وفي المقابل، ترتفع أصوات محلية مطالِبة بضرورة تحمّل سلطات الاحتلال مسؤوليتها الكاملة في حماية الممتلكات العامة والتراث الثقافي، وتوفير نظام مراقبة فعّال يضمن حماية هذه الفضاءات بدل الاكتفاء بالتصريحات المتأخرة.

ويأتي هذا الاعتداء ليزيد من منسوب القلق داخل المدينة، خصوصًا أنه ليس الحادث الأول من نوعه، حيث شهدت مليلية المحتلة خلال الأشهر الماضية واقعة أخرى تمثّلت في تعرّض أسوار أحد المساجد لكتابة عبارات عنصرية، وهو ما يعكس مناخ توتر اجتماعي وثقافي متزايد، ويطرح بإلحاح ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية لحماية الرموز الدينية والثقافية وضمان العيش المشترك داخل المدينة.

31/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts