شنت القوات المغربية المسلحة، أول أمس السبت، باستخدام طائرات “الدرون”، قصفا جويا كثيفا دام لفترات، ضد عربات كانت تتنقل قرب منطقة أغونيت في الصحراء، “مجهولة الهوية”، وفق ما أكدته هيئات تابعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وحسب ذات المصادر، فإن العربات كان على متنها عدد من الأشخاص، ولا يُعرف مصيرهم إلى حدود الساعة، ووصف نفس المصادر أن تلك العربات “مدنية”، بالرغم من أنها تتواجد في منطقة تُعتبر حاليا مشتعلة بالمواجهات العسكرية بين ميليشيات “البوليساريو” والقوات المغربية.
وأضافت مصادر “البوليساريو”، أن لا أحد يعرف عدد الأشخاص الذين تعرضوا للقصف المكثف من طرف “الدرون” المغربية إلى حدود الساعة، بسبب عدم قدرة أي شخص أو جهة للاقتراب من المنطقة خشية التعرض للقصف من القوات المسلحة المغربية.
ويأتي هذا القصف المكثف من طرف القوات المغربية، تزامنا مع تحذيرات شديدة اللهجة وجهها المغرب لجبهة “البوليساريو” الانفصالية بشأن عزمها استخدام طائرات “الدرون” العسكرية التي قيل أنها تسعى للحصول عليها من إيران، أو حصلت عليها، في ظل عدم وجود معلومات دقيقة.
كما أن هذا القصف المغربي لعربات مجهولة في المنطقة العازلة، يأتي تزامنا مع ما قالت جبهة “البوليساريو” قيام عناصرها بشن هجمات على طول الجدار الرملي المغربي ضد القوات المغربية، بالرغم من أن الجبهة كعادتها لم تُقدم أي صور أو فيديوهات توثق لهجماتها، وكل ما تقدمه منابرها الإعلامية هو الصور للهجمات التي تنفذها القوات المغربية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه كثُر الحديث مؤخرا عن عزم جبهة “البوليساريو” على الحصول على طائرت مُسيّرة عن بُعد لاستخدامها ضد القوات المغربية في الصحراء، وفق ما جاء في العديد من التقارير الإعلامية التابعة للجبهة الانفصالية، وقد تم نسب بعض التصريحات في هذا المضمار لمسؤولين في الجبهة، وقيل أن الجهة التي ستزود “البوليساريو” هي إيران.
عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بدوره أشار الخميس الماضي في ندوة صحفية بنيويورك إلى هذه الأنباء، وتمنى “أن يكون الأمر متعلقا فقط بالبروباغاندا والأخبار المضللة التي اعتادت أن تأتينا من تندوف”، لأن حسب تعبيره حصول “البوليساريو” على “الدرون” العسكرية هو “تطور خطير”.
لكن هلال قال بصريح العبارة بأن تلك الأنباء إن كانت صحيحة، فإن هذا “يُثبت أن المغرب كان على حق منذ عامين حين حذر من وجود عناصر إيران وحزب الله في تندوف وفي منطقة شمال إفريقيا، وقد مروا الآن من تدريب عناصر البوليساريو إلى تجهيزها بطائرات مسيرة”.
وقال هلال في هذا السياق بأن هذا الأمر “سيعني تغيُّرا لقواعد اللعبة، والمغرب سيتعامل مع نتائج ذلك وسيكون ذلك بالطريقة المناسبة”، قبل أن يضيف “لن أتعمق في هذا لأنني سأتركه للسلطات العسكرية المغربية العليا”، وهو ما اعتُبر تحذيرا شديد اللهجة ضد الجبهة الانفصالية في حالة استخدامها لطائرات الدرون.
ويبدو وفق العديد من المتتبعين لقضية الصحراء، أن توجه جبهة “البوليساريو” للحصول على الدرون الحربية لاستخدامها ضد القوات المغربية، سيكون بداية تحول كبير في المنطقة، وستكون له انعكاسات سلبية على الجبهة في الأصل، خاصة أن رد الفعل المغربي سيكون قويا في ظل وجود مبررات تدعوه للتعامل بحزم مع “هجمات الدرون” التابعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وتتماشى هذه التحولات مع المساعي المغربية التي بدأت منذ سنوات، لجعل جبهة “البوليساريو” تظهر بمظهر الجماعات الإرهابية والعصابات، مما سيؤدي إلى تراجع الدعم لهذه الجبهة من طرف بعض الدول التي لازالت تساندها سياسيا بعد انفضاض جميع المدعمين الماديين لها عدا الجزائر المحتضة لها في صحراء تندوف.
متابعة :
31/10/2022