عاودت تركيا الحديث عن استعدادها للقيام بوساطة لحل الخلاف بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء المغربية، في خطوة يرى محللون أن أنقرة تسعى من خلالها إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.
وقال السفير التركي لدى المغرب، عمر فاروق دوغان، إن أنقرة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين البلدين. وهو تصريح يدخل في إطار رغبة أنقرة في إيجاد موضع قدم لها في المنطقة ومنافسة فرنسا التي تزعج تركيا في مناطق “محطيها الإقليمي”، وفقا للمحللين.
وخلال مقابلة مع موقع “ماروك إبدو الدولي”، قال السفير دوغان “نحن نؤيد التنمية العادلة في المنطقة، ونحن مستعدون للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر”.
وعن إمكانية رؤية استثمارات تركية في الصحراء تساهم في تنميتها، علق دوغان بالقول: “يظل القطاع الخاص التركي مستقلا وغير منخرط في القضايا السياسية، بينما يتبنى نهجا يربح فيه الجميع، لذلك، لا توجد عقبة أمام الاستثمار الخاص التركي في جميع أنحاء التراب المغربي..إلى جانب ذلك، أعلن أن سلسلة تركية ستفتح متجرا في العيون في الصحراء قريبا جدا..نشجع دائما المستثمرين على المشاركة في تعزيز التعاون بين المغرب وتركيا”.
وتريد تركيا وفق تأكيد سفيرها بالرباط أن يتمكن البلدان الشقيقان من الجلوس والتوافق والتوصل إلى حل وسط، ولهذا السبب “فإنني أعلق أهمية كبيرة على سياسة اليد الممدودة التي كررها الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، ونحن ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة (يقصد الجزائر) لنداءات العاهل المغربي”.
وأكد المسؤول التركي “نحن مستعدون للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر..نحن ندرك أنه ليس بالأمر السهل، لكننا نعتقد أنه يجب علينا الجرأة واتخاذ الخطوة الأولى، لأننا إذا لم نتخذ الخطوة الأولى للحوار، فلن نتوصل أبدا إلى حل عادل..نحن نؤيد حل المشكلة في أسرع وقت ممكن، وأنا شخصيا لا أستطيع أن أتحدث عن نزاع الصحراء دون أن أذكر بالدور التاريخي للمغرب في نشر وترويج الإسلام في غرب إفريقيا لقرون..يجب ألا ننسى أن العديد من الدول الحالية في هذه المنطقة كانت جزءا من المغرب، ولذلك فإن هذا العنصر الديني المقدس هو الذي يجعلني أمتلك هذا الميل للمغرب في هذه الحالة”.
ويسود التوتّر العلاقات بين الجزائر والمغرب، مندة واشتدت أكثر بعد أواخر العام 2020، بعد اعتراف الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضيه جنوبا.
18/11/2022