تحول مريب في مواقف قناة “فرانس 24” من السعودية وخاصة ولي العهد هناك محمد بنسلمان، فبعدما كانت القناة تشن حربا إعلامية ضروسا ضد “إبن سلمان ” عادت لتهادن وحتى “تطبل” له، بما يثير التساؤل حول دوافع هذا التحول.
وأصبحت قناة “فرانس 24” على غير عادتها تفرد برامجا حوارية خاصة للترويج للأمير محمد بنسلمان مشيرة في تقارير لها إلى أنه أمير شاب استطاع سحب البساط من تحت التيارات الإسلامية التي ترغب في الإمساك بتلابيب السلطة في عدد من البلدان الإسلامية خاصة العربية منها، “مهللة” إلى تحركاته الرامية نحو التضييق على تركيا وقطر المحاصرة من أشقائها الخليجيين.
ولأن التناول الإعلامي لقناة “فرانس 24” لأخبار الأمير محمد بنسلمان، لم يعد كسابق عهده فإن برنامجا خصص لمناقشة أبعاد زيارة “إبن سلمان ” إلى باكستان وبعدها الهند ودول أخرى آسيوية، شكل فرصة مواتية للقائمين على البرنامج لإظهار ليونة جانبهم إزاء الأمير الذي كان محط حملات شرسة من قبل القناة خاصة في قضية مقتل خاشقجي، التي وكما جاء في البرنامج على لسنا “خبير” مصري في العلاقات الدولية أنها تلاشت ولم تنل من السعودية.
في المقابل، تظل صفحة الماضي عصية على الطي بسهولة، فتاريخ القناة الفرنسية يشهد أنها لم تتوان عن شن هجومات شرسة على النظام السعودي إبان أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل داخل مقر سفارة بلاده في تركيا، وحينها أفردت القناة برامجا خاصة للنبش في القضية، كما أنها سبق واتهمت “ إبن سلمان ” صراحة بقتل مواطنه على يد سعود القحطاني المستشار السابق في الديون الملكي السعودي الذي وصفته غير ما مرة بـ”رجل المهمات القذرة داخل النظام السعودي”.
وإذ بدا سافرا تغير مواقف القناة من الأمير محمد بنسلمان، فإن الأمر ليس بغريب عليها وهي المتورطة في حملات إعلامية ضد الأنظمة التي لا تستجيب لابتزازاتها، لكن الأمير استجاب لذلك واستطاع استمالة قناة “فرانس 24” التي كانت تعرف بمواقفها المتطرفة من المملكة العربية السعودية، غير أن العجب قد يبطل إذا اتضح أن السبب في تغير المواقف يتعلق دوما وأبدا بما يسيل اللعاب.. إنه المال.
22/02/2019