حمزة المتيوي :
هل المغرب مشارك في التحالف الدولي الداعم ميدانيا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، أم لا؟.. هذا هو السؤال الذي لا تجلب الإجابة عنه إلا مزيدا من الغموض، حيث قال مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار، أوليفر فارهيلي، اليوم الخميس من الرباط، إن المغرب “ساهم سياسيا وماديا أيضا في الحرب”، على الرغم من النفي الرسمي للحكومة المغربية.
وقال المسؤول الأوروبي في مؤتمر صحفي تلا مباحثاته مع وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، “تحدثنا عن مساهمة المغرب في الحرب الروسية على أوكرانيا”، مضيفا “المغرب ساهم ليس فقط سياسيا بل أيضا ماديا”، وتابع قائلا “كان هناك عرض، حسب ما قرأت في صُحفكم، لمنح دبابات روسية قديمة لأوكرانيا، والمغرب بالنسبة لنا شريك رئيسي”.
المثير في الأمر هو أن هذه التصريحات تأتي يوما واحدا بعد نفس بوريطة أن يكون المغرب مشاركا بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة منذ أزيد من سنة بين روسيا وأوكرانيا، مشددا، خلال ندوة صحفية مشتركة جمعته بنظيره النمساوي بيتر لونسكي، أن المملكة ليست معنية بالنزاع وليست طرفا فيه، ولن تساهم في الأزمة بأي شكل من الأشكال.
وقال بوريطة “فيما يخص مسألة أوكرانيا والصراع الروسي الأوكراني، موقف المغرب كان واضحا منذ البداية، وهو قائم على أربعة مبادئ، أولها أن المغرب مع الحفاظ على سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم المس بالوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وثانيا، المغرب كان دائما ضد استعمال العنف لحل الخلافات، وثالثا، المغرب كان دائما مع سياسة جوار بناءة بين الدول المتجاورة وأن قضايا الجوار لا تُحل باستعمال القوة، ورابعا، المغرب كان دائما مع احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في التعامل مع مثل هذه القضايا”.
وتابع وزير الخارجية المغربي “من هذا المنطلق، القضية ذهبت إلى الأمم المتحدة وكانت كل مرة هناك تصويتات، وموقف المغرب كان دائما الغياب عن جلسات التصويت باستثناء حين يكون القرار يهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، واستنادا إلى المبادئ الأربعة التي يدافع عنها، كان المغرب يصوت بالإيجاب على هذه القرارات لأنها مرتبطة بحماية الوحدة الترابية للدول وعدم الاعتداء وعدم استخدام القوة لحل الخلافات بين الدول، والمغرب يُوت على تلك القرارات لأنها تتطابق والشرعية الدولية”.
وشدد بوريطة على أن المغرب ليس طرفا في النزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا، والمغرب لا ولن يساهم بأي شكل من الأشكال في هذا النزاع المسلح، ويتعامل مع هذه القضية كأنها قضية تؤثر في الأمن والسلم الدولية، وأيضا آثار مهمة اقتصادية واجتماعية، وحين تمس بمبادئ القانون الدولي والأمم المتحدة المملكة تُعبر بشكل واضح على موقفها من خلال التصويت الإيجابي، وهذا ما تم مؤخرا حين صوت المغرب على قرار مرجعيته هي الأمم المتحدة”.
02/03/2023