إذا كان من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي على طريقة عمل مجلس جماعة إمزون ، إلا أنه وكما يقول المغاربة “إمارة الدار على باب الدار” ، فبعد قرابة السنتين من عمر هذا المجلس، يتساءل الرأي العام المحلي عن انجازاته وحصيلته ؟، وما إن كانت الهيئات السياسية المشكلة لأغلبيته الغير المتجانسة والغيرالقادرة على الدفع بعجلة التنمية، وما إن كنا نتقدم أو نتأخر أو كنا نسير على الطريق الصحيح أم ليس هناك سوى طريق العشوائية والإرتجال ( وفق ما يقوله مختلف نشطاء المدينة ) .
فيكفي قراءة بسيطة لما يقع اليوم من عبث في تدبير الشأن الجماعي ليتتأكد أن امزورن “منيضاش منيضاش” وأن ما بني على باطل فهو باطل، وأن المتآمرون عرفوا كيف يحكمون قبضتهم على شرايين تنمية المدينة وعصب حياتها. لن يكن مبالغا إذا قيل ، بأن ما يميز مجلس جماعة امزورن اليوم، هو إصراره على الدفع بالمدينة الى الحضيض، ما يعد نكوصا حقيقيا وخطيرا على المستوى السياسي والتدبيري.
إن المتتبع للوضع الشاذ الذي يعيشه مجلس جمال المساوي سيدرك، وبلا شك، أنه ، إلى جانب التراجع والنكوص، تعيش الساكنة ، وبشكل غير مسبوق، “التبرهيش” السياسي بكل معنى الكلمة، وممارسة سياسية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متشبعة بالكثير من النفاق والتملق و”لحيس الكابة”، ويكفي ذكر بأن الرئيس ونائبه الأول كانوا وحتى إلى وقت قريب أشد الخصوم، وأشرس الأعداء، وأن الثاني استعمل كل الأساليب والمناورات والمكائد، حتى ان لا يكون الأول عضوا داخل المجلس، وأن الأول لم يتوانى بدوره في كشف ملفات سوء تدبير الثاني خلال المجالس السابقة وتشويه صورته لإظهاره على أنه لا يصلح ليكون في دكة التسيير … واليوم ، وفي مشهد سريالي أن كلا الاثنين صارا سمنا على عسل، وجنبا إلى جنب في توافق وتناغم وانسجام تامين، بحيث أصبح الرئيس لا يخطو أدنى خطوة إلا بعد أخذ مشورة نائبه، والأخير أصبح يلعب دور الناصح الأمين لرئيسه .
وباختصار شديد، ساكنة امزورن أمام، من جهة، أمام مجلس “تائه”، وفاشل على مستوى الفعل، ومن جهة أخرى، أمام مجلس، يتسم بكثير من “التبرهيش” الذي يجسده كلام وسلوك ومواقف الرئيس، بمعنى إنه مجلس بعيد كل البعد عن هموم المواطنين وانشغالتهم.
المتتبع للشأن العام المحلي يتساءل اليوم عن السر وراء هذا التغيير المفاجئ في مواقف هذين الرجلين، وهل هي ”محبة لله” أم اتفاق على قسمة “الكعكة”؟ وهو ما يجعل الساكنة تطرح السؤال ، فيما إن أصبح الانقلاب على المبادئ والأخلاق أمر طبيعي في السياسة، أم هي لغة المصالح من تضبط مواقف السياسيين وتوجهاتهم؟ ، وحتى وإن رفض البعض هذا المنطق، فهو بالنسبة للبعض الآخر سلوك طبيعي تمليه المصلحة عملا بمقولة “فين ما مالت نميل معاها”.
وما دام الشيء بالشيء يذكر يتسائل الرأي العام المحلي اليوم كذلك ، عن الغاية التي دفعت حسن الحميدوش راعي الاتحاد الاشتراكي بمدينة امزورن إلى تبني موقف دعم جمال المساوي وحرصه الشديد على بقائه رئيسا لجماعة امزورن ، رغم يقينه التام بأنه لن يقوى على هذه المهمة، وبأن منصب رئيس جماعة امزورن أكبر بكثير من إمكانيات جمال المساوي ومؤهلاته؟ وكيف انسحبت اغلبية الرئيس من حزب الاستقلال حزب الرئيس واصطفت الى جانب المعارضة ؟ وهل في الأمر صفقة ما يخفيها هؤلاء على ساكنة إمزورن ؟ وما هي قيمة المكاسب التي سيجنيها راعي حزب الاتحاد الاشتراكي بامزورن من كل هذا ؟ ، لماذا لم يجرؤ أي مستشار من حزب الرئيس على الخروج لتوضيح أسباب وخلفيات الاصطفاف الى جانب المعارضة؟ التي تحوي كذلك مشبوهين ولصوص ….؟ ، أسئلة وأخرى لازال شارع مدينة امزورن ينتظر الإجابة عنها؟
سيقول قائلا، إنه لا يعدو أن يكون سوى إجراء طبيعي لمستشارين وعدهم رئيسهم بتقاسم المصالح من داخل البلدية والحفاظ على مكتسباتهم وخاصة التفويض في مجال التعمير الذي حظي به النائب الأول، هذه المصلحة التي اغتنى بها هؤلاء في المجلس السابق وكل من حظي بهذا التفويض يعتبر من المكتسبات ولو كانت هذه المكتسبات ستقضي على مصير مدينة برمتها ، وترمي بها نحو المجهول ، فالنجاح في هذه المهمة بالنسبة للرجل، وكيفما كانت التكلفة يعني تعبيد الطريق لحصد المكاسب سواء على المستوىالمحلي ، فهل نجح حسن احميدوش في خلق صراع داخل الأغلبية للتغاضي على خروقاته وملفاته الفاسدة داخل البلدية وصار حلم اقحام الاغلبية في الصراع مع الرئيس حتى لا يتم جلب ملفات فساد تورط في النائب الأول في الولاية السابقة وخاصة شواهد 90/25 التي كانت تمنح مقابل مبالغ مالية مهمة ؟ وكذلك رخص الإذن الربط بالتيار الكهربائي لأصحاب البناء العشوائي؟ وبقاء جمال المساوي على رأس جماعة امزورن فرصة سانحة لاستمرارية النائب الاول ، للاستمرار في منح شواهد 90/25 ، وكذلك فرصة لمجموعة من أعيان المدينة ممن يبحثون عن رئيس مهزوز بأغلبية هشة لتمرير مشاريعهم ؟ فإذا كان سكان امزورن يعتبرون الرئيس الحالي ورطة لن تستقيم مدينتهم إلا برحيله، فأصحاب الفساد والسماسرة يرون في الرجل “همزة” وحدهم يعرفون المكاسب التي سيجنونها من ورائه خصوصا بعد غياب الرئيس عن البلدية ولا يحضر إليها حتى الرابعة زوالا .
إمزورن المكلومة ، لا تنتظر معروفا لا من أعيانها ولا من منتخبيها ولا من مثقفيها ولا من فعالياتها الجمعوية، ولكن تنتظر عطفا مولويا ساميا من الملك ، وهو الوحيد القادر على اغاثتها من جشع الطامعين، ودسائس المتآمرين، وخيانة المنتخبين ، في ظل فساد عامل الإقليم والسلطة المحلية بإمزورن .
27/05/2023