تحولت الأنظار في مسيرة لفعاليات نسائية نظمت يوم أمس الأحد في الدار البيضاء، من أجل المساواة، إلى شعارات حول “المثلية”، حيث عبر العديد من المتتبعين عن امتعاضهم من رفع شعار المثلية الجنسية في تظاهرة قدمت على أنها ترمي إلى المطالبة بتغيير مدونة الأسرة والقانون الجنائي في اتجاه المزيد من إنصاف المرأة، وإقرار الحريات الفردية.
وأبدى عدد من المشاركين في هذه المسيرة رفضهم لإقحام شعارات “المثلية” في مثل هذه التظاهرات، موردين بأنها لم تكن موضوعا لتوافقات مسبقة بين المكونات التي شاركت في التنظيم.
وجاء تنظيم هذه المسيرة التي دعت لها جمعية “كيف ماما كيف بابا” في سياق احتدام النقاش بين قطبين أساسيين في المجتمع، الأول يتزعمه الإسلاميون الرافضون لأي نقاش من شأنه أن يمس بمرتكزات الشعب المغربي في قضية إصلاح مدونة الأسرة والقانون الجنائي، خاصة ما يتعلق منه برفع العقوبات عن العلاقات خارج مؤسسة الزواج، وبين قطب يقدم نفسه على أنه حداقي ويضم أحزابا سياسيا من مرجعيات ليبرالية ويسارية، وذلك إلى جانب فعاليات حقوقية وجمعيات نسائية، ويطالب بإقرار المساواة، وإلغاء كل القيود التي من شأنها أن تعرقل الحريات الفردية.
ودافع الوزير وهبي عن إصلاحات تسير في هذا الاتجاه، ما جر عليه انتقادات لاذعة خاصة من قبل حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية المحافظة. ورأى عدد من المتتبعين أن إقحام شعارات “المثلية” في هذه المسيرة من شأنه أن يسيء فهم مبادرات جزء من التيارات المحسوب على القطب الحداثي، في أوساط فئات واسعة من الرأي العام.
كواليس الريف: متابعة
26/06/2023