يعتقد جهاز المخابرات المركزية الإسبانية، أن المغرب سيرفع يده عن السياج الحدودي لسبتة ومليلية مباشرة بعد تنصيب ألبيرتو نونيز فييخو رئيسا للحكومة الإسبانية الجديدة، وذلك في حال تمكن زعيم الحزب الشعبي من ضمان التحالف المؤدي لتشكيلها بالفعل، ليكون ذلك بمثابة تحذير له حتى لا يُفكر في التراجع عن قرار سلفه الاشتراكي بيدرو سانشيز، بخصوص دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.
ووفق تقرير لصحيفة “إلكونفيدينثيال ديخيتال”، فإن المخابرات المركزية أخبرت الأجهزة الأمنية بضرورة الاستعداد لمواجهة اقتحام جماعي مُحتمل للسياج الحدودي من طرف المهاجرين غير النظاميين، على غرار ذاك الذي حدث في سبتة في ماي من سنة 2021، بهدف الضغط على فييخو حتى لا يُعدل قرار سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
ووفق مضامين وثيقة يزعم التقرير أن مصدرها هو جهاز المخابرات، فإن الحكومة الإسبانية أيضا تلقت هذه التحذيرات التي لا تهم فقط إمكانية حدوث اقتحام للسياجين الحدوديين لسبتة ومليلية، ولكن أيضا احتمال وصول أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين إلى سواحل إقليم الكناري، وذلك في الأيام التي تلي تنصيب فييخو رئيسا للحكومة.
ويرى التقرير أن إرهاصات هذا الأمر قد بدأت بالفعل، حيث سجلت الأيام الماضية زيادة في عدد قوارب الهجرة غير الشرعية التي وصلت إلى جزر الكناري، وارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين الواصلين إليها بنسبة 64 في المائة منذ أن قرر سانشيز الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها بتاريخ 29 ماي 2023، إثر فوز الحزب الشعبي بالانتخابات البلدية.
وأورد المصدر نفسه أنه خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2023 وصل إلى الأرخبيل الإسباني 4406 مهاجرا، في حين وصل إليه بعد شهر يونيو 7213 شخصا، أي بزيادة بلغت 2807 أشخاص، وهو ما يمثل نسبة 39 في المائة من المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى جزر الكناري طيلة سنة 2023.
وأشار التقرير إلى أن هذا الأمر يمكن لمسه بحدة أقل على سواحل مليلية وسبتة بالرجوع إلى أعداد الواصلين سباحةً، حيث ارتفع الرقم الشهري من 40 إلى 84 في مليلية، ومن 22 إلى 33 في سبتة، وذلك خلال شهر يونيو، وهو ما دفع المخابرات إلى تحذير السلطات الإسبانية ودعوتها إلى أن تكون “مستعدة لسيل كبير من المهاجرين الذين سيصلون في وقت واحد من عدة نقاط”.
وحصل الحزب الشعبي المحافظ الذي يقوده فييخو على 136 مقعدا متصدرا بذلك الانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد الماضي، في حين حصل حزب اليمين المتطرف “فوكس” على 33 مقعدا، في حين حصل الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقوده سانشيز على 122 مقعدا ليحل في الرتبة الثانية، أما تحالف “سومار” اليساري الراديكالي فحصل على 31 مقعدا.
غير أن الحزب الشعبي و”فوكس” لن يتمكنا معا الحصول على الأغلبية المُطلقة، ويحتاجان لعقد تحالفات مع الأحزاب القومية التي حصل كل منها على ما بين مقعد واحد و7 مقاعد، وهو أمر مستبعد ويجعل سانشيز الأقرب لترؤس السلطة التنفيذية، إذ من المتوقع أن يكلفه العاهل الإسباني في هذا المنصب بعد فشل فييخو في الحصول على التأييد اللازم في البرلمان.
حمزة المتيوي :
28/07/2023