أفاد مصدر إعلامي أن مجموعة من طالبي الحصول على تأشيرة “شينغن” المغاربة، الذين يقدمون طلباتهم للمصالح القنصلية الهولندية، يتعرضون للتمييز بشكل عنصري يؤثر على طلباتهم من حيث قبولها أو المدة التي يحصلون عليها، وذلك بسبب استمرار استخدام تقنيات رقمية سبق أن كانت موضع رفض من الحكومة الهولندية نفسها.
ووفق المعطيات التي إستقاها المصدر من أشخاص سبق أن تقدموا للحصول على التأشيرة الهولندية انطلاقا من المغرب، فإن معطياتهم الشخصية تخضع للفحص الآلي عبر برنامج رقمي، هذا الأخير الذي يعتمد على خوارزميات وصفوها بـ”العنصرية” تربط مصير ملفاتهم بأشكال وجوههم المأخوذة عن صورهم الشخصية المرفقة، وليس بناء على الوثائق المقدمة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تبرز فيها معطيات تؤكد تعرض طالبي التأشيرات المغاربة للعنصرية من طرف السلطات الهولندية عبر الآلية نفسها، ففي أبريل الماضي أكد تقرير أُنجز بطلب من وزارة الخارجية في أمستردام أن السلطات القنصلية تعتمد برنامج “خوارزميات” يتسم بالعنصرية لمعالجة الطلبات، يعتمد على الجنسية والجنس والسن.
التقرير الذي أنجز العام الماضي قبل أن تظهر نتائجه هذه السنة، حمل تأكيدات من موظفين تابعين للمصالح القنصلية بوجود ميولات عنصرية عند فحص طلبات التأشيرات، يصل حد ربط الطالبين باحتمال تنفيذ هجمات إرهابية، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية إلى انتقاد هذا التعامل.
وكشف تحقيق استقصائي لمؤسسة “لايت هاوس ريبورتس” الصحفية أن السلطات الهولندية تستخدم تلك الخوارزميات تحت ذريعة “توصيف المخاطر”، وتعتمد على تحديد ملامح الأشخاص باستخدام متغيرات تتعلق بالجنس والجنسية والسن، وبناء عليه قالت البرلمانية بمجلس النواب الهولندي، كاتي بيري، إنه أصبح “من الصعب جدا على مواطنين من المغرب وسورينام الحصول على التأشيرة”.
ووصفت النائبة ذاتها عملية الافتحاص العنصرية بأنها “صادمة”، في حين صدرت توصية عن إدارة حماية البيانات الداخلية في هولندا وزارة الخارجية بالتوقف فورا عن تحديد مدى قبول طلبات التأشيرة بناء على ملامح طالبيها أو جنسياتهم، معتبرة أن الأمر ينطوي على معاملة تفتقر للمساواة.
وحسب التقارير الهولندية، فإن استعمال هذه الآلية ليس جديدا ويجري استخدامه منذ سنة 2015، وتم الاعتماد عليه دون إخبار المعنيين بموافقة وزارة الخارجية الهولندية، واستفسرت “الصحيفة” مركز طلب التأشيرات الهولندية بالمغرب عن هذه الاتهامات، عبر مراسلة بالبريد الإلكتروني، غير أنها لم تتوصل بأي جواب لحدود نشر هذه المادة.
كواليس الريف: متابعة
06/09/2023