قبل تسع سنوات، نشرت مجلة “الحياة”، التي أسسها الصحافي محمد حفيظ، وثيقة أعدها فريق التحقيق في هيئة الإنصاف والمصالحة حول اغتيال عمر بنجلون. ومع أن الوثيقة كشفت تورط الأجهزة المغربية رسميًا في العملية، إلا أن محتواها لم يُنشر ضمن وثائق الهيئة حتى اليوم.
أدت الوثيقة إلى ردود فعل قوية، مما دفع أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان آنذاك، إلى رفع دعوى قضائية ضد مجلة “الحياة” لوقف نشر المزيد من الوثائق. كما قام بمقاضاة جريدة أخرى بسبب نشرها جزءًا من هذه الوثائق.
وعلى الرغم من أن الوثيقة كشفت رسميًا عن تورط الأجهزة المغربية في اغتيال بنجلون، إلا أن ما تم نشره كان غير كامل لأسباب مهنية. ورغم الجدل الناتج عن نشرها، إلا أن الهدف الأساسي كان دفع الجهات المعنية للكشف عن حقيقة أن تحقيقات ومعلومات هامة من عمل الهيئة ظلت محجوبة عن الرأي العام.
وكانت المفاجأة عند اطلاع فريق التحرير على النسخة النهائية للتقرير، حيث اتضح وجود تصحيح ينكر التورط المباشر للأجهزة الأمنية المغربية. وبعد التداول في المسألة، تقرر نشر النسخة الأولى التي اتهمت الدولة المغربية بالتخطيط لاغتيال عمر بنجلون.
وبالرغم من توقعاتنا بخلق ضجة للضغط على المجلس للكشف عن الحقيقة، لم يحدث شيء من ذلك. بل قام أحمد حرزني بمقاضاة الجريدة لوقف نشر المزيد من الوثائق ودفع غرامات مالية. هذه هي حقيقة ما حدث، فالخلاصات التي نشرناها لا تزال متداولة، ولكن النسخة الرسمية تحتوي على خلاصات معدلة. من قام بتلاعب تقرير الهيئة حول اغتيال عمر بنجلون؟
عمر لبشيريت (بتصرف)
19/12/2023