قصة “دورية مدريد”: جافي يصل إلى الموعد في الوقت المحدد. في الرحلة القصيرة بين القصر الملكي ومدخل محطة أوبرا، يكتشف أربعة لصوص محترفين، ليكونوا دائمًا نفس الأشخاص وفقًا لقوله. يدير جافي وأليكس، منذ منتصف هذا العام، فريقًا من 200 زوج من العيون المستنيرة، يترصدون اللصوص الذين يتنكرون في الحشد لسرقة السياح بخفة. يُعرفون بـ “دورية مدريد”، وهم الحراس المجهولين الذين يشير إلى اللصوص ويجمعون أكثر من 60,000 متابع على إنستجرام.
بدأت هذه القصة في مايو من هذا العام، حين كان جافي، مرشد سياحي، شاهدًا عملية سرقة عشوائية في وسط مدريد. قرر التصدي للسارقين بنفسه، لكن في المواجهة تم كسر ركبته. بعد التعافي، أسس حسابًا على تيك توك بعنوان “ثورة الصفارات”. بلغت مشاهدات حسابه 22 مليون والمزيد، ولكن تم إغلاق حسابه على الشبكة الاجتماعية الصينية. بعد ذلك، تواصلت معه دورية برشلونة التي شرحت له كيف يمكنه أن يعود ويحاول مرة أخرى.
عاد جافي مع صديقه أليكس، رجل الأعمال والمبرمج، وأسسا حساب إنستجرام، داعين التجار والجيران للانضمام إلى هذه الثورة الجديدة. “ببطء، أصبحت هذه الكرة أكبر وأكبر. التجار، مرشدين سياحيين، جيران… كما قلت دائمًا، إنها ليست منظمة. نحن جميعًا متطوعون، كل واحد من أصل وأم.”
“مع زيادة عدد المتابعين على ملف إنستجرام، يرسل الناس لنا المزيد من التفاصيل والصور ومقاطع الفيديو”، يقول أليكس. طريقتهم بسيطة: يسجلون، يراقبون، يحذرون، ولكنهم لا يتورطون مطلقًا. “لسنا ‘شرطة محبطة’ ولا نحاول الظهور كأبطال”، يضيفون.
في تاريخ قصير لهذه المبادرة، قدّموا على الأقل 80 لصًا يعملون في وسط المدينة. “هذه المنطقة مليئة بالنشاط”، يؤكد جافي أثناء جولة مع هذا الصحفي في ساحة أورينتي.
الآن الأمور هادئة، لأنهم “في عطلة”. وفقًا لاستفساراتهم، العصابة الأكثر نشاطًا في وسط المنطقة مستقرة في نزل في توريخون دي أردوز. من بينهم أندريه د.، الذي يتفاخر بكومات نقدية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يظهر في صورة الافتتاح لهذا التقرير. بفضل عمل الدورية، غادر أندريه المناطق المحيطة بالقصر الملكي. “كان يتعرف عليه الجميع”. الآن، “يتنقل أكثر في منطقة سيبيليس ونبتونو.”
“يظهر أنهم منظمة إجرامية. يقسمون المناطق، ويتبادلون بينهم. الفرق لديها طريقة خاصة في اللباس، ولديها طريقة في التصرف. لا توجد حياديات. المواجهات مستمرة، ولكنهم لم يصلوا أبدًا إلى التدافع، على الأقل منذ مايو.”
“يبدو أن العصابة الثانية – بشكل واضح، أيضًا رومانية – مستقرة في وسط المدينة. عائلة كاملة”، يؤكدون. ل
قد تعرفوا أيضًا على جنسيات أخرى، ولكن بنسبة أقل بكثير. الإسبان، على سبيل المثال، قليلون تقريبًا. يميل اللصوص الوطنيون إلى التحرك أكثر في الراسترو.
يتألف النواة الصلبة لهذه الدورية المدنية من حوالي عشرة أفراد، جميعهم مجهولون. أما المساهمون، فهم يعدون بالمئات. يمكن لأي شخص إرسال فيديوهات أو صور أو أي معلومات يعتبرها ذات صلة لتحديد لص. كما يشيرون، تم تحديد 80 شخصًا في فترة قليلة.
ولكن العمل لا يتوقف هنا. دورية مدريد تتصل ببلدية مدريد والقوى الأمنية لإبلاغهم عن نشاط اللصوص. جافي وأليكس حضرا اجتماع اللجنة الأمنية لمنطقة الوسط ويتواصلون مع عدة سياسيين وقادة شرطة. يشيدون برد الفعل الرائع من البلدية. “على الأقل، يستمعون. في برشلونة، لم يجلس جوما كولبوني أو أدا كولاو للحديث مع الدورية.”
الفكرة على المدى الطويل هي إثارة دعوى قانونية جماعية لاتهام العصابات بالانتماء إلى منظمة إجرامية. لأن السرقة البسيطة التي تقل قيمتها عن 400 يورو، حتى لو كان الشخص متكرر الارتكاب، لا تُعاقب بشدة في القانون الجنائي. “في اليوم التالي، يكونون في الشارع، يفعلون نفس الشيء، بالطبع.”
“أحد الأشياء التي نطلبها من البلدية هي وضع لافتات في الشوارع، مثل ‘منطقة لصوص’ أو ‘منطقة السرقة’. لا يرغبون في ذلك، بسبب الصورة.” بالنسبة للمستجوبين، أسوأ من رأي السائح يعود إلى بلاده بدون محفظة.
لا يتعين على الزوار الآسيويين، من كوريا الجنوبية على وجه التحديد، سوى أن يتجولوا بسلام وإهمال، معتادين على النظام المدني الصارم في ثقافتهم. “هنا، تذهب إلى الحمام وتترك الهاتف على الطاولة، وتعلم أنه عندما تعود سيكون هناك”، يقول أليكس.
على أي حال، يصرون على استقبال جيد من قبل البلدية للمبادرة وحل المشكلة. مدريد ما زالت مدينة آمنة جداً، واحدة من أفضل العواصم الأوروبية في هذا الجانب. “نريد أن يستمر الأمر بهذه الطريقة”.
