في ظل غياب التكوين الدبلوماسي، يتولى ستيفان سيجورني زمام السياسة الخارجية الفرنسية، وسط موجة من الأحداث الدولية الهامة مثل حرب غزة وتصاعد التوتر في الساحل الإفريقي. ورغم الإشارات المشجعة في العلاقات مع المغرب، إلا أن البرود يظل سيد الموقف.
يتجه الانتباه نحو تعيين سيجورني كمحطة جديدة في سلسلة من التحديات التي تعصف بالعلاقات المغربية الفرنسية. تاريخه يظهر بأنه شخص يحمل عداءً غير عاديٍ للرباط، وهذا ما تبدو واضحةً تحت قبة البرلمان الأوروبي.
في دوره كمهندس للمناورات ضد المغرب في حزب “عصر النهضة”، صاغ سيجورني قرارًا انتقد فيه الأوضاع الحقوقية في المغرب، مما أدى إلى أزمة مستمرة بين الرباط والبرلمان الأوروبي. يعتبر هذا القرار، الذي صاغه بنفسه وقدمه، سببًا لاتهامات مغربية لفرنسا بدعم هذه الإهانة.
بينما تنفي وزيرة الخارجية السابقة كاترين كولونا مسؤولية فرنسا، تظل الأصابع تشير إلى باريس. يثير تعيين سيجورني إلى قمة الدبلوماسية الفرنسية تساؤلات داخل فرنسا نفسها، مع وجود تحليلات حول “الكارثة في الخارجية الفرنسية” واستمرار التوتر مع المغرب.
بوصفه شخصًا مخلصًا ووفيًا للرئيس ماكرون، يُراقب سيجورني بحذر كيف سيتعامل مع التحديات الدولية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع المغرب. يظهر تعاونه الوثيق مع ماكرون وتأسيسه لمؤسسة “شباب مع ماكرون” دليلاً على تفانيه ودعمه للرئيس.
بالرغم من تجاوز سيجورني الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، يتحدى السؤال حول كيف سيتعامل مع التناقضات في سياسة فرنسا تجاه حرب غزة، وهل سيكون قادرًا على تجاوز التحديات وإعادة تشكيل العلاقات بين هذين الحليفين الاستراتيجيين.
12/01/2024