يثير قطاع الصيد البحري في المغرب ، تساؤلات جمّة حول الأسباب الكامنة وراء تربع السيدة زكية الدريوش على عرش هذا القطاع لعقد من الزمان ، في ظل التجديد المستمر لمنصبها، والذي يبرز التناقض مع توجيهات جلالة الملك الرامية لتمكين الأجيال الجديدة في إدارة شؤون الإدارات والمؤسسات .
تحيط بالدريوش شبهات حول إطلاعها على ملفات حساسة تورط فيها رئيس الحكومة، الذي كان وزيرا مشرفا على قطاع الصيد خلال الحكومات السابقة، لكن السؤال الملح هو عما إذا كانت هناك أسباب أخرى تجعلها تحتفظ بمنصب الكاتبة العامة للقطاع ، وتم طرح هذا الاستفسار على مصادر متعددة، وجاءت الإجابات متشابهة إلى حد كبير.
ووفقاً لمصادرنا ، فإن عزيز أخنوش ولوبي داخل القطاع يدعمون الدريوش بشكل كبير، ويقومون بحشد الدعم السياسي لضمان استمرارها في منصبها ، هذا الدعم يأتي في إطار صفقات متبادلة الفوائد، ويبدو أن هذه الأنشطة تهدد قطاع الصيد الذي يسير نحو الهاوية.
وطالبت جمعيات مهنية وزير الفلاحة والصيد البحري، محمد صديقي، بإيجاد حل للإدارة الكارثية للقطاع ، في وقت أشارت فيه عدة تقارير إلى تورط أقارب الكاتبة العامة في القطاع ، ولكن الوزير لم يبادر حتى بفتح تحقيق بناءً على هذه الاتهامات.
لقد شهدت السنوات العشر الماضية من إدارة الدريوش لقطاع الصيد كوارث عديدة، واستفاد منها أشخاص ينشطون في مجالات محظورة على طول سواحل المملكة ، وخصوصا من أكادير إلى الداخلة ، حيث تحول القطاع إلى مرتع للتهرب الضريبي، مما أضر بموارد الدولة.
ويبرز لوبي أكاديري كقوة نقابية داعمة للكاتبة العامة، وهو مستعد لفعل أي شيء للحفاظ على موقعها ، هذا اللوبي، المعروف في ميناء أكادير والمرتبط برئيس الحكومة، والذي نجح في تمديد فترة خدمتها، ويظل السؤال قائما : إلى أين تذهب الأموال الضخمة المتأتية من هذا القطاع ؟.
وتظهر الأرقام اختلافات كبيرة، إذ يبلغ الفارق ما لا يقل عن 50 في المائة، فعلى سبيل المثال، الحصة المقررة هي 3000 طن سنويًا، بينما تشير الأرقام الصادرة عن مكتب الصرف والجمارك ولونصا إلى 6000 طن ، لذا وجب التساؤل والبحث عن الحقيقة ! .
فأين تذهب الأموال الناتجة عن الـ 3000 طن الإضافية التي يتم تصديرها سنويًا بطريقة غير قانونية، والتي تخرج بأوراق مزورة من مكتب الشريفة زكية الدريوش؟ .
كم تحصل عليه الشريفة وجماعتها في الوزارة ؟
وكم يحصل عليه سعيد اللحية، باعتباره أكبر مصدر للرخويات في أفريقيا ؟ .
كم تحصل عليه قريبة الشريفة القائدة في الحزب “البام” منى شكاف، زوجة سجان المملكة التامك ، وكذلك الشأن لعدد من البرلمانيين في الجنوب ؟ .
19/01/2024