الرباط تتطلع لتكون مركزاً رئيسياً للتكنولوجيا الرقمية في إفريقيا

يتجه المغرب بخطوات ثابتة نحو تحقيق تقدم ملحوظ في المجال الرقمي، حيث تسعى المملكة إلى جذب استثمارات كبيرة في هذا القطاع لتعزيز مكانتها كواحدة من أبرز المنصات التكنولوجية في القارة السمراء. ويتجلى هذا التوجه بوضوح من خلال استعدادها لاستضافة حدث “جيتكس إفريقيا 2024″، الذي يعد أكبر فعالية تكنولوجية وشركات ناشئة في إفريقيا. هذا الحدث يشكل مؤشراً على التزام المغرب بتطوير هذا المجال وجعله أحد أهم مصادر الدخل في المستقبل.

في ظل المناخ العالمي الذي يسعى لمواكبة التطور التكنولوجي وتعزيز المنظومة الرقمية، تأتي النسخة الثانية من “جيتكس إفريقيا” كفرصة لتعزيز دور التكنولوجيا الحديثة في تسهيل الحياة اليومية للأفراد. وقد أشار المختص في التواصل والتكنولوجيا، محمد بابا حيدة، إلى المنافسة الشديدة على المستوى العالمي في جذب الاستثمارات التكنولوجية، مشدداً على أن المغرب يسعى لاقتحام هذا الميدان من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تهدف إلى إبراز المغرب كوجهة مفضلة للمستثمرين في شركات التكنولوجيا الناشئة.

وأوضح بابا حيدة أن حجم سوق التكنولوجيا المالية وحده بلغ حوالي 160 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 450 مليار دولار بحلول عام 2028. أما في مجال الطاقة، فقد بلغت استثمارات تصنيع التكنولوجيا النظيفة 200 مليار دولار خلال عام 2023. ويعتبر هذان المجالان من أكثر القطاعات تأثيراً على الاقتصاد المغربي، الذي يسعى لجذب جزء من الاستثمارات العالمية عبر تنظيم الفعاليات الدولية ودعم المشاريع الرقمية الكبرى.

وأكد بابا حيدة أن نجاح المغرب في المجال الرقمي يعتمد على ثلاثة محددات رئيسية، هي توفير بيئة استثمارية محفزة وتنافسية، إنشاء مناطق ذكية لتوطين شركات التكنولوجيا، وتكوين عقول مؤهلة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وشدد على ضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية الحالية، مع إعادة النظر في الإطار المؤسساتي لوكالة التنمية الرقمية لضمان استقلاليتها وتوسيع صلاحياتها. كما أشار إلى أن تنظيم المغرب لمونديال 2030 سيساهم بشكل كبير في تعزيز سوق الصناعات التكنولوجية، مما يضع المغرب في موقع ريادي لجذب الاستثمارات العالمية وتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال.

من المتوقع أن يستقبل معرض “جيتكس إفريقيا 2024” آلاف المشاركين من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من القارة الإفريقية، ما يشكل فرصة لعقد محادثات وإبرام شراكات جديدة في ظل التطور السريع للتكنولوجيا في مختلف المجالات.