يجد العديد من شباب إقليم ورزازات أنفسهم مجبرين على تحويل قطع أرضية إلى ملاعب رياضية لممارسة هوايتهم المفضلة، كرة القدم، بالاعتماد على إمكانياتهم الذاتية. يأتي ذلك نتيجة لفشل المجالس المنتخبة المتعاقبة في تدبير شؤون الجماعات وتوفير بنية تحتية رياضية تحتضن شغف الشباب برياضات كرة القدم وغيرها. نموذج لهذه المعاناة يظهر في جماعة تيديلي قيادة إغرم نوكدال، حيث قام شباب دوار أنفيد ببناء وتجهيز ملعب ترابي بين جبال الأطلس الكبير بإمكانياتهم الذاتية، ليكون متنفسًا لهم ولشباب القرى المجاورة، مما يعكس حالة التهميش التي عانوا منها لعقود.
وفي تصريحات لجريدة كواليس الريف، أوضح شباب “أنفيد” أن إعادة تهيئة الملعب جاءت استعدادًا لتنظيم النسخة الثالثة من دوري “تخليلت” بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بمشاركة 16 فريقًا من مختلف الدواوير التابعة لجماعتي تيديلي وإغرم نوكدال. وأشاروا إلى أنهم قاموا بتوسيع الفضاء الرياضي وتزويده بمدرج يحتوي على أكثر من 370 مقعدًا باستخدام التراب والإطارات المطاطية، إضافة إلى بناء مقاعد دكة الاحتياط بالطوب والإسمنت المسلح. وبلغت تكلفة هذه الأعمال أكثر من 20,000 درهم جمعت من تبرعات أهل القرية، دون أي دعم مادي أو معنوي من المجالس المنتخبة محليًا أو إقليميًا أو جهويًا.
وعبر فاعلون مدنيون عن استيائهم من الإقصاء الحاصل في منطقة تيديلي وعموم إقليم ورزازات بخصوص المنشآت الرياضية، مؤكدين أن هذا الوضع يعكس التفاوت المجالي بين أقاليم وجهات المملكة. وطالبوا الجهات المعنية بضرورة التدخل ومنح هذه المناطق حقها من البرنامج الوطني لبناء وتجهيز ملاعب القرب في المجالين الحضري والقروي، من خلال شراكات بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية والجماعات الترابية. وأكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن البنيات التحتية الرياضية تكتسي أهمية كبيرة في تطوير الرياضة وتوسيع قاعدة الاستفادة منها، مشيرًا إلى برمجة 1855 ملعبًا للقرب حتى 31 ديسمبر 2023، وإبرام اتفاقيات لإحداث 564 ملعبًا إضافيًا في السنة المالية 2024، ليصل مجموع ملاعب القرب إلى 2419 ملعبًا، مخصصًا لها حوالي 500 مليون درهم سنويًا من الصندوق الوطني لتنمية الرياضة.
09/06/2024