شهد النشاط المينائي في المغرب تطورا ملحوظا في سنة 2023، مما أكد على الموقع الاستراتيجي للمملكة كمركز بحري بارز في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وجاءت هذه الطفرة نتيجة لمجموعة من العوامل والتوجهات الاستراتيجية التي تبنتها البلاد على مدار العقدين الماضيين.
ولأول مرة في تاريخها، تجاوزت الموانئ المغربية حاجز الـ200 مليون طن، حيث ارتفعت من 195 مليون طن في سنة 2022 إلى 209.4 مليون طن في سنة 2023، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 7.4 في المائة، وتعزى هذه الزيادة الكبيرة إلى ارتفاع حجم الحاويات العابرة بمقدار 96.7 مليون طن بزيادة 14 في المائة، بالإضافة إلى زيادة الرواج المحلي بمقدار 112.7 مليون طن بزيادة 2.3 في المائة.
وقد أدركت المملكة أهمية النقل البحري في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فجعلت من تحسين البنية التحتية المينائية واللوجستيكية أولوية استراتيجية خلال العقدين الماضيين، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إنشاء مراكز مينائية كبيرة مثل ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد أكبر محطة في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وتضم المنظومة المينائية المغربية حاليا 43 ميناء، بما فيها 14 ميناء مفتوحا في وجه التجارة الدولية، مما يضمن أكثر من 96 في المائة من التجارة الخارجية للبلاد، ومن المتوقع تعزيز هذه المنظومة بفضل الموانئ التجارية المستقبلية مثل “الناظور غرب المتوسط” و”الداخلة الأطلسي”.
كما تعتزم الوكالة الوطنية للموانئ، والتي تعتبر فاعلا أساسيا في هذه الدينامية، تنفيذ برنامج استثماري يتجاوز 2.6 مليار درهم خلال الفترة من 2024 إلى 2026، منها أكثر من 1.3 مليار درهم خلال سنة 2024، مخصص لإنجاز ثلاثة مشاريع في مدن العيون وأكادير والدار البيضاء.
في قلب هذا التطور، اضطلع مركب ميناء طنجة المتوسط بدور أساسي، حيث عزز مكانته كمركز لوجستيكي رائد في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بفضل الزيادة الملحوظة في حجم الحاويات العابرة والهيدروكاربورات، حيث ساهم ميناء طنجة المتوسط بشكل كبير في النمو الديناميكي لهذا النشاط الحيوي، مما يوضح تأثيره الكبير في المشهد المينائي المغربي المتطور باستمرار.
كواليس الريف: متابعة
18/06/2024