kawalisrif@hotmail.com

بناء قيم المجتمع الرقمي.. التحديات والآفاق في المغرب

يبدو أن الانتقال المتسارع من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي قد أثّر بشكل كبير على القيم داخل المجتمع المغربي، حيث شهدنا تحولاً من القيم التقليدية إلى قيم تفاعلية ورقمية جديدة. هذا التغير غير المسبوق أدى إلى نشوء فضاءات افتراضية تُحدّد بوضوح تعاملاتنا وتفاعلاتنا وتأثيراتنا داخل هذا العالم الجديد.

من الجوانب المهمة لفهم هذه الديناميكية هو التمييز بين المفاهيم الرقمية والديجيتالية، حيث تعبر الأولى عن رقمنة الخدمات والمعلومات، بينما تعبر الثانية عن التأثير الفعلي والبصمة التي يتركها الفرد في الفضاء الافتراضي. هذا التباين يمهد الطريق لفهم أعمق للقيم الجديدة التي تنشأ من مواطنة افتراضية تتجاوز حدود المواطنية التقليدية.

في ظل هذا السياق، يظهر بوضوح أن القيم الديجيتالية الجديدة قد نشأت نتيجة للتكنولوجيا الرقمية وخواريزمات التفاعل، ومنها قيم التضامن والمشاركة المواطنة والفاعلية، بجانب تحديات مثل التنمر والكراهية الافتراضية. هذه القيم تتشابك وتتفاعل في سياق انتقالي من المجتمع الواقعي إلى المجتمع الرقمي، مما يستدعي فهماً دقيقاً لمدلولاتها وتأثيراتها العميقة على الممارسات الاجتماعية والتمثيلات الفردية.

في هذا السياق الديجيتالي، تصبح القيم موضع تساؤل، حيث يتعين علينا التفكير في كيفية فهم وتوصيف هذه القيم الجديدة وتأثيرها على تمثيلات الأفراد في العالم الواقعي. تبدو القيم الديجيتالية مشتركة البناء، تستمد جزءاً منها من القيم التقليدية ولكن بشكل متجدد ومتطور، مما يعكس تحولاً من القيم المتمثلة بشكل شفهي ومادي إلى قيم مشتركة تعكس تجارب اجتماعية متنوعة.

من أبرز التحديات التي تشهدها هذه القيم هي التراجع الملحوظ لمحاضن التنشئة التقليدية، والتحول إلى تنشئة غير مؤطرة تتسم بالتفاعل والتغيير المستمر. هذا التحول يساهم في تغيير المفاهيم الاجتماعية والثقافية، وفي نشر قيم تشجع على الانفتاح الرقمي والتفاعل الافتراضي بشكل متسارع.

تتراوح التداعيات الديجيتالية من التأثيرات الإيجابية كتعزيز الانخراط المدني وتعزيز التضامن الاجتماعي، إلى التحديات السلبية كزيادة حالات التحرش والكراهية الرقمية وانعزالية الأفراد. هذه التحولات تعكس تحديات حقيقية تتطلب إطاراً قانونياً واضحاً ومجتمعياً للتعامل معها في العالم الرقمي.

من المهم أن نعمل على إبراز دور المثقف الديجيتالي في توجيه وإصلاح هذه المفاهيم، ومحاربة الخطابات السامة التي تنشر الكراهية وتعزز التشظي والانقسامات. يجب أن نكافح بقوة للحفاظ على منظومة القيم الشاملة والمتوازنة في الفضاء الرقمي، لضمان تطور إيجابي ومستدام للمجتمع المغربي في عصر التحولات الرقمية المتسارعة.

19/06/2024

مقالات ذات الصلة

14 ديسمبر 2024

تقارير إستخباراتية تكشف وثائق دعم النظام الجزائري للديكتاتور المنهار بشار

14 ديسمبر 2024

بسبب تطاوله على الدستور … عزل رئيس كوريا الجنوبية رسميا من كرسي الرئاسة

14 ديسمبر 2024

المغرب الأقرب للعضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي عن إفريقيا

14 ديسمبر 2024

مقتل أفراد عائلة في حادث سير مأساوي بالمحمدية

14 ديسمبر 2024

روسيا تبدأ في سحب عتادها العسكري من سوريا

14 ديسمبر 2024

12 سنة سجنا لبودريقة ولموثق بتهمة التزوير والاستيلاء على عدة هكتارات

13 ديسمبر 2024

لصوص يقطعون السبيل على سكان جماعة الختيشات بسيدي قاسم ويزرعون الرعب وسط أهاليها

13 ديسمبر 2024

تغيير موازين القوى في شمال إفريقيا … المغرب أقوى جيش في المنطقة

13 ديسمبر 2024

بعد تسليم جثته من الجزائر … تشييع جثمان لاعب اتحاد طنجة عبد اللطيف أخريف إلى مثواه الأخير في جو مهيب

13 ديسمبر 2024

ساكنة تنغاية توجه نداء استغاثة للمسؤولين باقليم شفشاون جراء تساقط أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي

13 ديسمبر 2024

جماعة تمسمان بإقليم الدريوش تعاني التهميش الممنهج

13 ديسمبر 2024

الفساد يزيد ويتغول بغرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق … الرئيس القدوري وصفقة كراء السيارات مع إبنه … !!

13 ديسمبر 2024

بوريطة 113 دولة في العالم “تعترف بمغربية الصحراء” … و 28 دولة فقط من تعترف ب “الكيان الوهمي”

13 ديسمبر 2024

جلسة محاكمة الناصري وبعيوي : الدفاع يتساءل عن غياب محاضر الإستماع إلى المعتقل الأول

13 ديسمبر 2024

“نشرة حمراء” توقع بقاتل دنماركي شاب في يد الشرطة المغربية بميناء طنجة