في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، تحت شعار “المرأة. حقوقها. أرضها”، ذكرت منظمة الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي بالقيود والقوانين التمييزية التي تحول دون تمتع النساء بحقوقهن في الوصول إلى الموارد والخدمات. المنظمة أكدت أن النساء يعانين بشكل أكبر عندما تتدهور الأراضي ويصبح الماء نادرًا.
وفي سياق مقاربة وضعية نساء واحات المغرب التي يعاني سكانها من الجفاف والتصحر لسنوات، تحدثت جريدة “العمق” مع فعاليات جمعوية. حيث أكدوا أن النساء، وخصوصًا الفئات الهشة منهن، يعشن تحت وطأة الجفاف الذي زاد من تدهور النظام الواحي التقليدي وأدى إلى تهميش دورهن في الاقتصاد المحلي، مما جعل بعضهن على هامش هذا الاقتصاد.
الحسنية أشيش، فاعلة جمعوية بدوار تنفو بإقليم زاكورة، أشارت إلى أن نساء المنطقة تضررن بشدة من الجفاف. حيث أصبحت الفئات الأكثر هشاشة، مثل المطلقات والعازبات والأرامل، يعتمدن على أنشطة نسوية تحتاج إلى الماء مثل إنتاج الكسكس والحلويات، ولكنهن تعرضن للإقصاء من بعض الحلول المقدمة لمواجهة الجفاف. وتحدثت عن إيقاف مشروع حفر بئر لصالح جمعية نسوية، ومنحها لجمعية رجالية، مما دفع النساء لمحاولة الحفر بمساعدة محسنين لكنهن واجهن معارضة شديدة. بالإضافة إلى ذلك، لا تستفيد نساء الجمعية من الصهاريج المائية التي يقدمها المجلس الإقليمي للدوار، مما يجعل أنشطتهن تعتمد على مساعدات خارجية.
محمد بنشريف، باحث في علم الاجتماع، أوضح أن فهم تأثير التصحر والجفاف على النساء يتطلب النظر في عوامل متعددة أدت إلى تدهور النظام الواحي، مثل فيضانات واد كير عام 2008 والاستثمارات في الضيعات الكبرى لنخيل التمر التي استنزفت الموارد المائية. وأكد أن النساء كن عنصراً أساسياً في النظام الواحي التقليدي من خلال أنشطة مثل جلب العشب وتربية الحيوانات والصناعات التقليدية التي تدر دخلاً. اليوم، النساء يجدن أنفسهن على هامش الاقتصاد الواحي حيث أضعف الجفاف الصناعات التقليدية التي كانت توفر دخلاً محترماً لهن، مما دفعهن إلى البحث عن فرص عمل موسمية في ضيعات التمر.
وأشار بنشريف إلى ضرورة إحياء النظام الواحي التقليدي لتحسين وضعية النساء من خلال إصلاح الواحات وتنقية أعشاش النخيل، مؤكداً أن الحفاظ على الموارد المائية التقليدية هو السبيل لضمان استدامة هذه الموارد وتحقيق التوازن الاقتصادي في المنطقة.
21/06/2024