أثارت النسبة النهائية للنجاح في امتحانات البكالوريا لهذا العام جدلاً واسعاً بين المتابعين للشأن التعليمي، حيث تساءل الكثيرون عن كيفية بلوغ نسبة النجاح إلى حوالي 80% في ظل الظروف الاستثنائية التي شهدها القطاع التعليمي. فقد عانى هذا العام من اضطرابات غير مسبوقة، شملت إضرابات وطنية استمرت أكثر من 12 أسبوعاً وتوقيف حوالي 500 أستاذ، ما أدى إلى هدر كبير في زمن التعلم وعدم اكتمال المحتوى الدراسي.
وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أعلنت في بلاغها عن بلوغ نسبة النجاح العامة 79.4% في الدورتين العادية والاستدراكية للعام 2024، حيث اجتاز الامتحانات بنجاح 347,861 تلميذاً. الخبير في الشأن التعليمي سعيد أخيطوش أشار إلى أن ارتفاع نسبة النجاح رغم التحديات الكبيرة التي واجهها القطاع، يعكس مفارقة واضحة. وقال إن هذه النسبة تحتاج إلى تحليل دقيق لثلاثة معايير رئيسية: زمن التعلم، المحتوى الدراسي، والإطار التعاقدي للإجراء.
أوضح أخيطوش أن اختلالات كبيرة شابت زمن التعلم، حيث اختلفت نسب التضرر بين الطلاب بناءً على توزيع حصص المواد الأساسية، مما جعل بعض الفئات تعاني أكثر من غيرها. كما أشار إلى اختلالات في المحتوى الدراسي بسبب عدم انتظام الحصص وتكدس الدروس غير المنجزة. وذكر أن الوزارة لم تتمكن من توفير بدائل تعليمية فعالة مثل التعلم عن بعد، وفضلت تعديل المحتوى والإطار المرجعي للامتحانات بطريقة تسهم في تحسين الصورة العامة للقطاع، مما يؤدي إلى تبسيط العملية لتجنب المساءلة السياسية والاجتماعية.
22/07/2024