تُبرز الخطب الملكية في عهد الملك محمد السادس تحولًا ملحوظًا في المضمون والأسلوب، حيث يتم تخصيص محتوى كل خطاب بما يتناسب مع المناسبة، فخطاب العرش يختلف جوهريًا عن خطاب افتتاح البرلمان، وغيرها من الخطب الرسمية. لقد تجلى بوضوح أن الملك كان جريئًا بشكل غير مسبوق في تناول القضايا، حيث سلط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.
وفي خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب، أشار الملك إلى نهاية زمن الاستعمار وبداية عصر النهضة، مما يطرح تساؤلات حول جدوى العودة إلى الحديث عن الماضي الاستعماري. لقد أظهر الملك شجاعة كبيرة عندما طرح سؤالًا ملحًا عن الثروات، مشددًا على ضرورة تحقيق الأهداف الطموحة، مثل تعبئة 500 مليار درهم وخلق نصف مليون فرصة عمل بحلول عام 2026، وهو ما يضع تحديًا كبيرًا أمام الحكومة.
في الوقت الذي سعت فيه حكومة عزيز أخنوش إلى تحقيق أهداف مهمة مثل تعزيز الحماية الاجتماعية ودعم الأسر، إلا أن الأزمة الاقتصادية أثرت سلبًا على تنفيذ هذه الأهداف. ووفقًا لتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فإن 4.3 ملايين شاب مغربي لا يعملون ولا يتابعون التعليم أو التدريب، مما يشكل قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الاجتماعي. تكرار الفشل في تنفيذ برامج التشغيل مثل “أوراش” يعكس الحاجة الملحة لتعديلات جوهرية في السياسات التشغيلية والاستثمارية، لضمان دمج الشباب المؤهلين بشكل فعّال في سوق العمل.
24/07/2024