في تطور هام يشير إلى نهاية عهد سياسي، من المتوقع أن يُعلن رسمياً في 14 غشت الجاري عن نهاية مؤلمة نفسيا لمسيرة محمد الفضيلي الثمانيني ، الذي كان أحد أبرز وجوه السياسة بمنطقة الريف ، على مدى نصف قرن … يأتي هذا بعد قرار المحكمة الإدارية في وجدة بتحديد هذا التاريخ لجلسة المداولة والنطق بالحكم في طلب العزل الذي قدمه عامل إقليم الدريوش ضد الفضيلي، الذي يشغل منصب رئيس جماعة بنطيب .
منذ الانتخابات التشريعية في 8 شتنبر2021، بدت جميع المؤشرات تدل على نهاية مسيرة محمد الفضيلي السياسية … فقد كان الرجل الثمانيني، الذي بدأ مسيرته كمهاجر بسيط في هولندا في بداية السبعينيات، قد صعد إلى قمة الهرم السياسي كأحد القيادات البارزة في الحركة الشعبية، بعد أن تم استقطابه من قبل المحجوبي أحرضان ، بحكم المليارات التي كانت في رصيد السياسي الريفي ، والذي يعد أول من قام بتهريب المخدرات إلى أوروبا في نهاية السبعينيات، ومع توالي السنين ، عانى الفاضلي من العديد من المحن السياسية، خاصة خلال ، عملية إطلاق النار بإقليم الدريوش سنة 1992 , ضد منافسيه كما هو المدعو المراقي ، حيث ظل مختفيا لسنتين في ضيعة المحجوبي أحرضان بضواحي ولماس ، كذلك حملة التطهير في عام 1996 التي شنها وزير الداخليةالسابق إدريس البصري على بارونات الشمال ، والتي نجا منها بأعجوبة ، بعد تعاونه مع الأبحاث في كشف أسماء العديد من البارونات وسجنهم ، لينشق بعد ذلك عن حركة أحرضان لتأسيس حزب جديد، لكنه سرعان ما عاد إلى أحضان الحركة الشعبية .
على الرغم من محاولاته للبقاء في الساحة السياسية، فإن الفضيلي وجد نفسه محاطاً بصعوبات متزايدة، بما في ذلك خسارته الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفتح قضايا قانونية ضد ابنه ومساعديه. ليصبح الفضيلي عبئاً ثقيلا على الحركة الشعبية التي بدأت ترى في استمراره مصدر ثقل على الحزب. ومع قرار عامل إقليم الدريوش بإحالة طلب عزله على المحكمة الإدارية، تبدو نهاية مسيرته وشيكة، مع بقاء أجواء الصمت المهيمنة على قيادة الحركة الشعبية.
الفضيلي هذا ، ومنذ توقيفه من طرف عامل إقليم الدريوش، وإحالة طلب عزله على المحكمة الإدارية بوجدة ، بدأ في نشر تدوينات عبر حائطه الفيسبوكي ، يتساءل بنبرة تهديدية ، عن ماذا يقع في الريف ؟ مصنفا نفسه ب “زعيم المنطقة” ، وحملت تدويناته ، بين سطورها ، نوع من التهديد غير المباشر ، كخروج مظاهرات داعمة له ، في حال عزله نهائيا أو محاكمته .
09/08/2024