تشهد ليبيا منذ عام 2011 سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي ألقت بظلالها على مستقبل البلاد والمنطقة. بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، انقسمت البلاد بين قوى متنازعة، مما أدى إلى ظهور شخصيات بارزة مثل المشير خليفة حفتر، الذي أصبح أحد أبرز القادة العسكريين في الصراع الليبي. حفتر، الذي أسس “الجيش الوطني الليبي”، حاول توسيع نفوذه على حساب الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس، إلا أن محاولاته للسيطرة على العاصمة باءت بالفشل.
في الآونة الأخيرة، برزت توترات جديدة بين الجزائر وليبيا، حيث أعربت الجزائر عن قلقها المتزايد إزاء التحشيد العسكري في جنوبي ليبيا، بالقرب من حدودها. قوات حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تصاعدت المواجهات بينهما، مما أثار مخاوف الجزائر من تفاقم الصراع وتأثيره على أمنها الوطني. وزارة الخارجية الجزائرية عبرت ثلاث مرات في أقل من أسبوع عن هذا القلق، داعية الأطراف الليبية إلى وقف كل مظاهر العسكرة.
هذا القلق الجزائري يعكس مخاوف من تزايد نفوذ حفتر الذي بات على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الجزائرية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال استقباله فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية السابق، أكد أن “طرابلس في نظر الجزائر تعتبر خطًا أحمر” محذرًا من تجاوز هذا الخط. ورغم هذه التحذيرات، فإن التقدم الذي يحرزه حفتر في المنطقة يعكس تحديًا جديدًا للجزائر ويضع تصريحاتها تحت المجهر في ظل اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية.
15/08/2024