تشهد سويسرا في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عدد طلبات التأشيرات من قبل المغاربة، الذين باتوا ينظرون إليها كوجهة بديلة تتفوق على الدول الأوروبية الأخرى في فضاء “شنغن”. يُعزى هذا الاتجاه إلى سهولة الحصول على المواعيد وتفادي الازدحام الذي يميز العديد من القنصليات الأوروبية، حيث يُشيد العديد من المتقدمين بكفاءة النظام السويسري في معالجة طلبات التأشيرات مقارنة بالدول الأخرى. ويبدو أن المواطنين المغاربة، الذين واجهوا صعوبات جمة في الحصول على مواعيد مناسبة في دول “شنغن”، قد وجدوا في سويسرا منفذاً فعّالاً يستجيب لتطلعاتهم.
سويسرا قادرة على تقديم نموذج يحتذى به في تنظيم طلبات التأشيرات، حيث أن تجربتها تعكس نوعاً من الحكامة الفعّالة التي يمكن أن تسهم في تحسين الوضع الحالي في باقي الدول. وبحسب تصريحات الزبير التونسي، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، فإن “سويسرا قدّمت منفذاً حقيقياً للمغاربة الذين كانوا يعانون من صعوبات كبيرة في الدول الأخرى”، مشيراً إلى أن سهولة الحصول على مواعيد التأشيرات في سويسرا تُعتبر إنجازاً مهمّاً، على الرغم من أنها لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، أكد عبد الكريم الشافعي، نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، أن نجاح سويسرا في تقديم خدمات تأشيرات فعّالة يتطلب إرادة سياسية واضحة وحلولاً مبدعة لمشكلات التأشيرات. وأوضح الشافعي أن “تجربة سويسرا تسلط الضوء على أهمية جودة الخدمات وحماية المستهلك من التلاعبات”، مشدداً على ضرورة مواجهة السماسرة وإيجاد بدائل أخرى تضمن حقوق المواطنين. وأظهرت دراسة حديثة من “Schengen News” أن بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وسويسرا، تظل الأكثر ترحيباً في منح تأشيرات “شنغن”، ما يزيد من فرص الولوج إلى أوروبا.
15/08/2024