في إطار سعي المملكة المغربية لتعزيز قدراتها الدفاعية، شهدت البلاد مؤخرًا تدريبًا عسكريًا مشتركًا مع الولايات المتحدة تحت اسم “الرعد الغامض 24″، وهو الأول من نوعه في المغرب. ركز هذا التدريب على تقنيات الحرب الإلكترونية والدفاع المتقدم، حيث تم استخدام الزوارق المسيرة الانتحارية، وهي أسلحة أثبتت فاعليتها في نزاعات حديثة مثل الحرب الروسية الأوكرانية. وقد اعتبر الخبراء تدريب القوات المغربية على هذه التقنيات خطوة حاسمة نحو تعزيز قدرتها الدفاعية، خاصة في المجال البحري.
أكد هشام معتضد، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن الزوارق المسيرة الانتحارية تمثل جيلًا جديدًا من الأسلحة البحرية المتطورة، حيث تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هذه الزوارق تتميز بسرعتها الفائقة وقدرتها على التحرك في المياه المفتوحة والساحلية، مما يجعل من الصعب تتبعها أو التصدي لها من قبل الأنظمة الدفاعية التقليدية. بفضل نظام التوجيه الذاتي، يمكن لهذه الزوارق تنفيذ مهام هجومية بدقة كبيرة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، مما يقلل من المخاطر على الطواقم البشرية.
من الناحية الاستراتيجية، يشير معتضد إلى أن امتلاك المغرب لهذه الزوارق يمثل نقلة نوعية في قدراتها الدفاعية والهجومية، مما يتيح لها تفوقًا في عمليات الدفاع الساحلي والردع البحري. كما يعزز امتلاك هذه التكنولوجيا المتقدمة من مكانة المغرب كقوة إقليمية مؤثرة في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الأطلسي، ويساهم في تعزيز قدرتها على حماية مصالحها الوطنية والمشاركة الفعالة في العمليات العسكرية المشتركة ضمن التحالفات الدولية والإقليمية.
23/08/2024