أعربت تنسيقية المجتمع المدني للتنمية المستدامة والعدالة الترابية في الفنيدق عن استنكارها لسياسة تسييج المدينة وما وصفته بأنه يسيء لصورة البلد أمام المجتمع الدولي ويفشل جهود المغرب الخارجية، معتبرة أن هذه القرارات والإجراءات تعيد إلى الأذهان زمن الاستعمار.
وأشارت التنسيقية، التي تضم مجموعة من الهيئات المحلية، إلى تصاعد ظاهرة النزوح الجماعي للشباب والأطفال الحالمين بالهجرة إلى أوروبا عبر معبر باب سبتة، هرباً من الواقع الاقتصادي الصعب والمعقد منذ إغلاق المعبر بعد جائحة كورونا، دون توفير بدائل اقتصادية حقيقية تضمن لهم العيش الكريم.
وأوضحت التنسيقية أن الفنيدق تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، حيث يواجه السكان نقصاً في فرص العمل بسبب سياسات اقتصادية غير فعالة، وانتقدت التنسيقية التعامل الأمني من قبل السلطات، واصفة إياه بالفاشل، لعدم تقديمه حلاً فعليًا لمشكلة الهجرة السرية التي تضاعفت منذ إغلاق المعبر.
كما أدانت التنسيقية ما اعتبرته ممارسات غير مهنية من قبل القوات العمومية، التي تعاملت بشكل تعسفي مع الأطفال والقاصرين، مما زاد من مشاعر الحقد والكراهية لديهم، وأدى إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية.
وأكدت الهيئة أن العودة إلى سياسة تسييج مدينة المضيق ومحاصرتها تعيد للأذهان حقبة الاستعمار وتنتهك الدستور المغربي وقوانين الحريات العامة، دون تقديم حلول حقيقية للأزمة الراهنة. وطالبت بالتراجع عن هذه التدابير الأمنية التي تعقد الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وإعادة فتح كورنيش المدينة وتجهيزه بالكراسي باعتباره المتنفس الوحيد للسكان، مشيرة إلى أن الحلول الاقتصادية لا يمكن تحقيقها عبر التدابير الأمنية فقط.
وناشدت التنسيقية الملك محمد السادس لإعطاء تعليماته بتطوير المنطقة من خلال إنشاء منطقة صناعية وخدماتية لتوفير فرص عمل للشباب وتحريك العجلة الاقتصادية، كما دعت الحكومة لبرمجة مشاريع هيكلية في السنة المالية 2025 لتحسين الوضع الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة، خصوصاً لحاملي الشهادات العليا.
وشددت التنسيقية على أهمية فتح حوار جاد مع السلطات لإيجاد حلول عملية لإنقاذ المدينة من أزمتها الحالية، داعية جميع الفعاليات المجتمعية والسياسية إلى الوحدة والتحرك الجماعي للدفاع عن حقوق وكرامة السكان والعمل على تحقيق تنمية مستدامة وشاملة للمنطقة.
كواليس الريف: متابعة
30/08/2024