شهدت منطقة الجنوب الشرقي للمغرب خلال اليومين الماضيين أمطاراً طوفانية حولت الشوارع إلى سيول جارفة، كاشفةً عن “اختلالات عميقة” في البنية التحتية التي ظلت خفية طيلة سنوات الجفاف الحاد. وأشار ناشطون حقوقيون إلى أن هذه الاختلالات كانت نتيجة للإهمال الذي عانت منه البنية التحتية خلال السنوات الماضية، مؤكّدين أن المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي لم يستفيدوا من دروس الكوارث السابقة التي ما زالت عالقة في ذاكرة السكان.
وأوضح الناشطون أن هشاشة البنية التحتية كانت واضحة في عجز قنوات تصريف المياه عن استيعاب كميات الأمطار الكبيرة، مما أدى إلى غمر الشوارع وتحولها إلى أنهار، فضلاً عن تعرض محاور طرقية حديثة لتصدعات كبيرة. وأضافوا أن هذه الأضرار تؤثر بشكل مباشر على قدرة فرق التدخل والإنقاذ، محذرين من أن الوضع قد يتفاقم مع استمرار التوقعات بتساقطات رعدية قوية، مما يتطلب تكثيف التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لتجنب وقوع أي خسائر بشرية.
وفي السياق ذاته، شدد الناشط الحقوقي حمو زراح على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هشاشة البنية التحتية، معتبراً أن الأمطار الأخيرة كشفت عن تباين كبير بين تكاليف مشاريع البنية التحتية وجودتها. وطالب بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، مؤكداً أهمية التحرك السريع لتدارك المشكلات الحالية وضمان حقوق سكان الجنوب الشرقي في بنية تحتية قوية تعكس مستوى التنمية في باقي المناطق المغربية.
09/09/2024