إلغاء برنامج “المليون محفظة” الذي أعطى إنطلاقته الملك محمد السادس قبل سنوات عديدة … يعد خطوة مثيرة للجدل، خصوصاً في المناطق القروية التي تعتمد بشكل كبير على هذه المبادرة لتوفير اللوازم المدرسية للتلاميذ. كما أشار مدير إحدى المؤسسات التعليمية القروية، فإن الأسر في هذه المناطق كانت تعتمد بشكل جدي على الكتب المدرسية والمحافظ المجانية التي كانت توزع في إطار هذا البرنامج، وذلك لتخفيف العبء المالي على الآباء. لكن مع تعويض البرنامج بمبلغ مالي قدره 200 درهم فقط، وبالنظر إلى الارتفاع المستمر في أسعار الأدوات المدرسية، يصبح هذا المبلغ غير كافٍ لتغطية احتياجات التلميذ.
عند حساب تكاليف المستوى الأول من التعليم، نجد أن الفاتورة قد تتجاوز 500 درهم، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود التي تستفيد فقط من ثلث هذا المبلغ من الدعم. هذا الأمر قد يدفع ببعض الآباء إلى التفكير في تغيير مسار أطفالهم عن التعليم تمامًا، خوفاً من عدم قدرتهم على تغطية التكاليف.
من هنا، كان ينبغي على الحكومة التفكير بعمق في عواقب هذا القرار قبل تنفيذه، إذ إنه يزيد من معاناة الأسر القروية ويضعها أمام معادلة صعبة بين توفير اللوازم المدرسية لأبنائها أو توفير لقمة العيش.
10/09/2024