يبدو أن محمد أبركان، رئيس جماعة إعزانن بإقليم الناظور، والذي أدانته الغرفة الابتدائية بمحكمة الاستئناف لجرائم الأموال بفاس بخمس سنوات سجناً نافذاً، بالإضافة إلى إدانة بعض أعضاء المجلس الجماعي معه، يسعى جاهدًا للالتفاف على الأوضاع الراهنة والتحضير لاستعادة نفوذه على المشهد السياسي في الجماعة والنواحي .
ومع اقتراب انتهاء مرحلة الاستئناف، التي من المتوقع أن تؤيد الحكم الابتدائي، بدأ أبركان، البالغ من العمر 85 سنة، في حين يروج لنفسه أصغر من سنه الحقيقي بعشر سنوات ، مدعيا أنه من مواليد 1948 ( بدأ ) سلسلة من التحركات السياسية والاجتماعية ، ويخطط لعقد لقاءات صلح مع بعض خصومه، لتمهيد الأرضية لأبنه الأصغر رفيق أبركان ، ليكون رئيسا لجماعة إيعزانن خلال الإستحقاقات المقبلة ، بعد أن تسربت معلومات عن قرار مرتقب لوزارة الداخلية يمنع كل المشبوهين والمدانين والمتابعين من المنتخبين ، خوض الانتخابات مستقبلا ، كما أجرى لقاءات مع مجموعة من منازعيه حول الأراضي بجماعة إعزانن ، ووعدهم باستعادة حقوقهم .
ورغم إعلانه أنه لن يترشح مجددًا لرئاسة المجلس، إلا أنه يسعى لتأمين سيطرته على الجماعة بطريقة غير مباشرة ، فقد باشر بربط اتصالات مع مغاربة العالم المتحدرين من الجماعة ، محثًا إياهم على الترشح للانتخابات المقبلة ، الهدف من هذه الاتصالات، وفقًا لمصادر مقربة، هو ضمان الفوز بأكبر عدد من المقاعد داخل المجلس الجماعي .
ويبدو أن أبركان يخطط لاستخدام مجموعة من الأشخاص الموالين له، والذين يثق في قدرتهم على الحفاظ على نفوذه داخل الجماعة. ويهدف من خلال هذه الاستراتيجية إلى منع المعارضة من الاستحواذ على المجلس والسيطرة عليه في الانتخابات المقبلة.
هذه التحركات، التي تجمع بين المصالحة السياسية والتحضير الانتخابي، توحي بأن أبركان لا يزال مصرًا على استعادة نفوذه في جماعة إيعزانن، رغم إدانته القضائية والعمر المتقدم. فهل ستنجح هذه الاستراتيجية في تعزيز سيطرته على الجماعة أم أن المعارضة ستتمكن من قلب الموازين لصالحها؟ الأيام المقبلة وحدها ستكون كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.
30/09/2024