شهدت الدورة العادية لشهر أكتوبر 2024 بمجلس جماعة واد الصفا، بإقليم اشتوكة آيت باها، مشهدًا غير مسبوق من النقاش، حيث امتدت المناقشات لساعات طويلة. وقد أظهر فريق المعارضة، المكون من حزب الأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الهلال وحزب الزيتون، جدية واضحة في تناول القضايا التنموية الحيوية التي تهم سكان المنطقة، ما أدى إلى تحول ملحوظ في ديناميكية المجلس.
في هذا السياق، استنكر أعضاء المعارضة طرق صرف الميزانية، موجهين انتقادات حادة لتدبير كميات الكازوال وشراء قطع الغيار والزيوت. وقد طالبوا الجهات المختصة بالتحقيق في كيفية إدارتها، مشيرين إلى استنكار السكان لرفع رسوم المازوط، رغم تخصيص 200 ألف درهم لهذا القطاع. كما عبر أعضاء المجلس عن انزعاجهم من إلغاء مشاريع مائية مُعتمَدة، حيث أشاروا إلى أن الرئيس يسعى إلى إقصاء مناطق معينة من الدعم، مما جعل العديد من الأسر تعاني من نقص حاد في الماء.
من جهة أخرى، انتقد المعارضون ما وصفوه ب”اختباء رئيس المجلس وراء عامل الإقليم”، حيث اعتبروا ذلك تهربًا من المسؤولية، مؤكدين أن عامل الإقليم يقدم الدعم للجميع بشكل متساوٍ. وقد طالبوا بإرسال لجان للتحقيق في ملفات التمديدات الكهربائية التي أهدرت أموالاً طائلة، وكذلك في مشروعات أخرى تهم السكان. ويبدو أن هذه الدورة شهدت استثنائية، حيث تم تمرير مشروع الميزانية بفارق ثلاثة أصوات فقط، وهو ما يعد سابقة منذ تأسيس الجماعة في سنة 1992، نظرًا للغياب الملحوظ لعدد من المستشارين الذين لم يحضروا الدورات بسبب تواجدهم خارج البلاد.
10/10/2024