تلقى النائب الجنوب أفريقي، أوبيد بابيلا، توبيخًا رسميًا من المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) بسبب دعوته لتعزيز العلاقات التجارية مع المغرب. جاء ذلك خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حيث أثنى بابيلا على التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى الدعم التاريخي الذي قدمه المغرب لنضال جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري. لكن تصريحاته أثارت ردود فعل غاضبة داخل الحزب، الذي يتمسك بموقفه الداعم لجبهة البوليساريو، حيث طالبت نائبة الأمين العام للحزب، نومفولا موكونياني، بتوضيح من بابيلا وأمرت بتعليق أي تفاعل غير رسمي مع المغرب.
في ظل هذه التطورات، يواجه المؤتمر الوطني الأفريقي أزمات داخلية متزايدة وفضائح مالية تهدد استقراره السياسي. إذ تركزت الاتهامات على الفساد وسوء إدارة الأموال العامة، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الفصائل المختلفة داخل الحزب. يضاف إلى ذلك تدخل الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي أثر بشكل سلبي على صورة الحزب وأضعف قاعدته الانتخابية. وفي هذا السياق، يبدو أن الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا يستخدم الصراع حول الصحراء المغربية كوسيلة للتعبير عن عدائه للمغرب، مع تجاهل الدعم التاريخي الذي قدمه المغرب لنضالهم ضد التمييز العنصري.
تاريخيًا، كان المغرب حليفًا رئيسيًا لجنوب أفريقيا في الستينيات والسبعينيات، حيث قدم الدعم العسكري والمالي لحركات المقاومة مثل المؤتمر الوطني الأفريقي. هذا الالتزام ترك أثرًا عميقًا لدى نيلسون مانديلا، الذي اعتبر المغرب وجهته الأولى بعد إطلاق سراحه في عام 1990. ومع ذلك، يبدو أن ورثة مانديلا قد ابتعدوا عن هذه المبادئ، حيث تبنت القيادة الحالية موقفًا عدائيًا تجاه المغرب، مما يؤدي إلى مزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
11/10/2024