تحمل زيارة القنصل الجزائري بالدار البيضاء ، أول أمس الثلاثاء ، ولقاءه بالأمين العام لاتحاد “المغرب العربي” عدة أبعاد سياسية تتطلب تحليلًا عميقًا في سياق التطورات الإقليمية الأخيرة.
من جهة، يُظهر هذا اللقاء رغبة الجزائر في إحياء وتفعيل دور ما يسمى “اتحاد المغرب العربي” الذي يضم دول ( المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا )، ويبدو أن الجزائر تحاول إبراز نفسها كداعم للتعاون الإقليمي ضمن هذا الإطار.
ومع ذلك، هذا الموقف الجزائري يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية المغربية توترًا حادًا، خصوصًا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية والحدود المغلقة بين البلدين منذ عقود … هذا التوتر يتناقض مع التصريحات التي تتحدث عن “تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء”، مما يطرح تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذا التحرك الدبلوماسي الجزائري .
من الممكن أن الجزائر تحاول إظهار نفسها كقوة فاعلة في المشهد المغاربي من خلال السعي لتشكيل تحالفات مع دول أخرى مثل تونس وليبيا، مع السعي لاحتواء تأثير المغرب في الإقليم. زيارة القنصل الجزائري في الدار البيضاء قد تكون أيضًا محاولة لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي على أنها تسعى للتعاون والسلام الإقليمي، حتى وإن كانت التحركات على الأرض تشير إلى شيء مختلف.
24/10/2024