تأتي تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سياق حساس يشهده الوضع الإقليمي، وتعكس موقف مصر الداعي إلى احترام سيادة الدول وتجنب التدخلات الخارجية التي تثير التوترات في المنطقة.
ويبدو أن حديث السيسي عن “التوافق التام على استعادة الاستقرار في المنطقة” ينطوي على رسائل غير مباشرة تجاه الجزائر، خاصة فيما يتعلق بدعمها لجبهة البوليساريو التي تهدد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهو ما يزيد من توتر العلاقات بين المغرب والجزائر.
يعتبر دعم الجزائر للبوليساريو أحد أبرز مصادر القلق للمغرب، حيث تتهم الجزائر بدعم البوليساريو عسكرياً ومالياً، مما يجعل موقف السيسي الرافض للتآمر والتدخل رسالة واضحة للجزائر بضرورة احترام الاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشير فيه البعض إلى محاولات الجزائر للتأثير على دول الجوار وجرّها لاتخاذ مواقف سياسية معينة، إلا أن موقف مصر بدا حازماً في رفض الانخراط في أي محاولات للتآمر أو زعزعة الاستقرار.
تفسيرات المراقبين لهذه التصريحات ترى أن السيسي يسعى إلى التأكيد على حياد مصر ورفضها للضغوط أو المحاولات التي قد تهدف إلى إشعال الفتن بين الدول، كما ظهر مؤخراً في العلاقات الجزائرية-التونسية على سبيل المثال.
29/10/2024