تُبرز دراسة حديثة صادرة عن شبكة “أفروبارومتر” تراجعاً حاداً في مستوى ثقة المغاربة بالمؤسسات المنتخبة، ما يعكس إحباطاً متزايداً تجاه الفاعلين السياسيين ومؤسسات الوساطة. الدراسة، التي استندت إلى بيانات جُمعت بين عامي 2021 و2023، أشارت إلى أن 82% من المغاربة لا يثقون في رئيس الحكومة، بينما لم تتجاوز نسبة الثقة في البرلمان والمجالس المحلية حاجز 25% و22% على التوالي. ووصفت الشبكة هذه الأرقام بأنها تعكس تحديات كبرى في تعزيز المشاركة السياسية والتفاعل الإيجابي بين المواطنين ومؤسساتهم المنتخبة.
المحلل السياسي خالد البكاري، ، اعتبر أن هذه الأرقام تؤكد عمق الأزمة، مشيراً إلى ضعف تسجيل الناخبين وإقبالهم المحدود على الانتخابات. وأضاف أن هذه المعطيات توضح عدم ثقة المغاربة في الأحزاب السياسية، التي يرون أنها غير قادرة على التأثير في السياسات العامة أو التشريع الفعّال. واعتبر البكاري أن القضايا الوطنية الكبرى تُدار بعيداً عن البرلمان والحكومة، ما يعزز انعدام الثقة في دور هذه الهيئات.
على النقيض، سجل التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الثقة بالمؤسسات السيادية، حيث بلغت نسبة الثقة في القوات المسلحة الملكية 72%، وفي الشرطة 67%، بينما حاز النظام القضائي على ثقة 61% من المواطنين. ويرى البكاري أن هذا التوجه يعكس ميل المغاربة نحو المؤسسات التي توفر الاستقرار والأمن، في ظل استمرار التآكل التدريجي للثقة في المؤسسات المنتخبة، وهو مؤشر مقلق لفقدان دور الوساطة بين المجتمع والدولة الحاكمة.
07/11/2024