في ظل سلسلة التحقيقات التي تقوم بها جريدة “كواليس الريف حول نشاط بارونات المخدرات الجزائريين المقيمين في المغرب، بطريقة أو بأخرى … برزت معطيات صادمة حول تورط شخصيات نافذة وشبكات إجرامية معقدة تعمل في الظل، وركزت هذه التحقيقات على بارونات يستخدمون وثائق إقامة مغربية تم الحصول عليها بطرق غير قانونية، مما يثير العديد من التساؤلات حول تورط جهات رسمية في هذه الشبكات.
وقد أظهرت التحقيقات الأخيرة أن أحد أبرز المتورطين هو شخص معروف في مدينة الدار البيضاء يدعى “قراوي الخير” ( صورة جواز سفره أسفله ) ، الذي يدير شبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات، خصوصًا الصلبة منها .
هذا البارون لم يكتفِ ببناء شبكة دولية مقرها الدار البيضاء، بل أسس علاقات وطيدة مع بارونات من الجزائر، مالي ، ودول منطقة الساحل، وأروربا … مما مكّنه من توسيع نشاطاته على نطاق كبير .
وكشفت التحقيقات التي أجرتها “كواليس الريف” أن “الخير” الجزائري ، استطاع بفضل نفوذه وعلاقاته مع مسؤولين كبار في أجهزة الدرك الملكي، الأمن الوطني ، وحتى بعض الجهات القضائية، أن يحمي شبكته من المحاسبة.
هذه العلاقات أتاحت له التدخل في قضايا معقدة وحل مشاكل لبارونات جزائريين ومغاربة مقابل مبالغ مالية ضخمة تصل إلى مئات الملايين من السنتيمات .
كما تمكن “الخير” من توفير إقامة قانونية لبعض البارونات الأجانب في المملكة عبر وسائل ملتوية وغير قانونية، مستغلًا ثغرات وتواطؤ بعض المسؤولين ، وعلاقاته كذلك .
ومن بين أبرز الملفات التي تدخل فيها “الخير” ، ما حدث الأسبوع الماضي بمنطقة دار بوعزة، حيث نشب شجار بين بارون جزائري يدعى “فريتلة” وآخر مغربي، يسمى كمال يتحدر من وجدة ، ويقيم بدوره بالدار البيضاء، وتدخلت عناصر الدرك الملكي واوقفت الطرفين ، إلا أن “الخير”، وبفضل نفوذه، استطاع طي الملف بشكل نهائي عبر تدخلات مشبوهة مع مسؤولين في جهاز الدرك .
إن هذه الوقائع تدق ناقوس الخطر حول مدى تغلغل الفساد في بعض الأجهزة الأمنية والقضائية، وتطرح تساؤلات جدية حول كفاءة الرقابة وفعالية القوانين في التصدي لهذه الشبكات. كما أن استغلال بارونات المخدرات لنفوذهم لزعزعة استقرار المنظومة القانونية يمثل تهديدًا خطيرًا ليس فقط للأمن الوطني، بل أيضًا لصورة المغرب على المستوى الدولي.
— التفاصيل قريبا :
08/11/2024