بعد 11 شهراً من الإضراب الذي شمل مقاطعة الدروس والتداريب، بدأت طلبة كليات الطب في المغرب في الاستعداد للامتحانات مع إصرار على تعديل نوعية الأسئلة. في رسائل وجهوها للأساتذة، طلب الطلبة تضمين أسئلة بنظام الاختيارات المتعددة (QCM)، معتبرين أن هذا النظام سيساعدهم على تجاوز الصعوبات التي تواجههم في كتابة الأجوبة بسبب غياب الدراسة طوال تلك الفترة. هذا المطلب يبرز حجم التحديات التي يواجهها الطلبة الذين لا يزالون يواجهون تداعيات الإضراب الذي ترك أثراً كبيراً على تحصيلهم العلمي.
في المقابل، عبر عدد من أساتذة كليات الطب عن دهشتهم مما وصفوه بـ “الاستعطافات” التي توصلوا بها من الطلبة، والذين طالبوا بتساهل في تنظيم الامتحانات. وأشار أحد الأساتذة إلى أن الطلبة تجاوزوا الحد بطلبهم تدخلاً في طريقة صياغة الأسئلة، بل أن بعضهم أبدى تفضيله لوضع الامتحانات بالتشاور مع الأساتذة. وهو ما أثار تساؤلات حول مدى تناقض هذه المطالب مع الهدف الأصلي للإضراب، الذي كان يسعى لتحسين جودة التعليم.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه الأساتذة في حالة ترقب لتنظيم الامتحانات وفقاً للجدول الزمني المعتاد، تم توقيع اتفاق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة وطلبة الطب لإنهاء الإضراب، بما يتيح للطلبة استئناف دراستهم. ينص الاتفاق على تخصيص 7 سنوات لدراسة الطب ابتداء من السنة الثانية، مما أثار استياء طلبة السنة الأولى الذين قضوا جزءاً كبيراً من دراستهم في الإضراب دون الحصول على أي تعويض أكاديمي ملموس.
11/11/2024