اصبحت الأوضاع الراهنة يقطاع النقل بجماعة وجدة تثير تساؤلات حادة حول أداء المستشار محمد قدوري، الملقب بـ”جرادة”، الذي انضم حديثًا إلى السياسة … قدوري، الذي بدأ مسيرته مدافعًا عن حقوق عمال النظافة باعتباره واحدًا منهم ( وكان زبالا ) ، يجد نفسه الآن محاطًا بشكوك واتهامات تتعلق بتخليه عن قضايا العمال مقابل الحصول على منصب داخل الجماعة.
وفي السابق، كان قدوري هذا ، صوتًا قويًا يدافع عن شغيلة قطاع النظافة، بل وانتُخب على رأس نقابة العمال بفضل دعمه لقضاياهم. إلا أن هذا الماضي النضالي بدأ يتلاشى، إذ يرى مراقبون أنه تخلى عن هذه القضايا فور تقلده منصبًا يشرف على لجنة تتبع قطاع النقل، بجماعة وجدة ، أحد أكثر القطاعات تأزماً في مدينة وجدة ، بعد أن باع عمال النظافة في سوق النخاسة الذي يغرق فيه .
تدهور أسطول النقل العمومي بوجدة ، الذي أصبح نقطة سوداء بسبب حافلاته المهترئة وغير الصالحة للاستخدام، يشكل عبئًا يوميًا على المواطنين، وخصوصًا الطلبة الذين يعانون من صعوبة التنقل. ورغم أهمية الدور الذي يفترض أن يلعبه “الزبال” قدوري في تحسين هذا الوضع، إلا أن صمته عن الخلل الواضح يثير علامات استفهام.
ويتهم نشطاء محليون قدوري ببيع قضايا العمال التي كان يدافع عنها مقابل تعزيز مكانته داخل الجماعة. كما تشير أصابع الاتهام إلى انخراطه ضمن “لوبي الفساد” الذي يسود بعض دوائر الجماعة، مما أدى إلى شلّ أي محاولة لإصلاح قطاع النقل. ورغم احتجاجات متزايدة من داخل القطاع، يظل المستشار “جرادة” صامتًا، ما يزيد من حالة الاحتقان بين المواطنين.
— انعكاسات الوضع على المواطن الوجدي :
إن استمرار تدهور قطاع النقل يشكل معضلة يومية للمواطنين، حيث يضطرون للتعامل مع وسائل نقل غير آمنة وغير مريحة، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. وبالنسبة للطلبة، فإن هذا الوضع يعوق تنقلاتهم إلى الجامعات والمعاهد، مما يضيف عبئًا جديدًا على مسارهم الدراسي.
— هل ستتحقق المحاسبة ؟
في ظل تعالي الأصوات المطالبة بالتغيير ومحاسبة المسؤولين عن هذا التدهور، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيستجيب المستشار قدوري لمطالب الإصلاح أم سيظل رهينًا للمصالح الضيقة؟ وهل ستتحرك الجماعة لاتخاذ خطوات جادة لتحسين وضع النقل العمومي، أم سيظل المواطن الوجدي الضحية الأكبر لهذا التخاذل؟
15/11/2024