كشف بول غرانت، رئيس مجلس نمو الألبان الإسكتلندي، عن جهود مكثفة لتصدير الحليب الطازج المبستر إلى المغرب، حيث يعتبر هذا الأخير السوق الأول المستهدف ضمن استراتيجية التوسع التي أعلنها المجلس. وأكد غرانت خلال ندوة عُقدت بمعرض “أجري سكوت” أن التحديات المناخية التي تواجه الدول ذات الموارد المائية المحدودة تتيح فرصة لتسويق المنتجات الإسكتلندية، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات التجارية الحالية مع المغرب توفر ظروفًا مواتية لتصدير الحليب دون قيود جمركية أو حصص. وأضاف أن البنية التحتية في إسكتلندا بحاجة إلى استثمارات لتطوير منشآت بسترة الحليب، مما يعزز التنافسية ويمدد فترة الصلاحية.
في المقابل، أثار هذا التوجه انتقادات واسعة في المغرب، حيث أكد توفيق الزياني، رئيس تعاونية في آسفي، أن القطاع المحلي يعاني من “قرارات غير مدروسة” تزيد من معاناة الفلاحين. وأوضح أن الكميات المنتجة محليًا تُرفض بحجة وفرة الإنتاج، ما يدفع الفلاحين إلى مواجهة صعوبات كبيرة. واعتبر الزياني استيراد الحليب في ظل توفر إنتاج محلي بجودة عالية إجراءً “غير منطقي”، داعيًا إلى فتح تحقيق شفاف في هذه السياسات، والعمل على وضع خطط استباقية لدعم المنتج الوطني وحماية الفلاحين.
وأكد الزياني أن الدعم الحكومي، الموجه لتحفيز إنتاج الحليب عبر توفير الأعلاف، لم يحقق أهدافه بالكامل بسبب عزوف الشركات عن شراء الكميات المنتجة. وتساءل عن تناقض السياسات التي تدعي نقص الإنتاج بينما تُرفض كميات كبيرة من الحليب المحلي. وفي ختام تصريحه، شدد على ضرورة إعادة النظر في الاتفاقيات المستقبلية مع دول مثل إسكتلندا، داعيًا إلى تدخل عاجل لضمان استمرارية القطاع وحماية الفلاحين من المزيد من التدهور.
22/11/2024