في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع المشتعلة داخل مجلس جماعة القنيطرة، عقد عامل الإقليم حميد المزيد مساء يومه الأربعاء 27 نونبر الجاري اجتماعا مغلقا بمقر الجماعة، حضره جميع مكونات المجلس من مسيرين ومعارضين، إلى جانب رؤساء المصالح والموظفين.
هذا الاجتماع جاء في سياق محاولة عامل إقليم القنيطرة الجديد إصلاح الأوضاع داخل الجماعة الترابية للقنيطرة ، التي تعيش على وقع انقسامات حادة منذ الانتخابات السابقة، مما أثر سلبا على أداء المجلس وتسبب في تعطيل المشاريع التنموية بالمنطقة.
وألقى العامل المزيد خلال الاجتماع كلمة حث فيها الجميع على تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والصراعات السياسية الضيقة، حيث أكد أن تعيينه على رأس العمالة يهدف بالأساس إلى خدمة الإقليم والنهوض بمشاريعه التنموية، داعيا كافة الأطراف إلى التعاون من أجل تحقيق هذه الغاية.
غير أن الاجتماع كاد يتحول إلى حلبة صراع، حيث تعالت أصوات المعارضة بشكل ملحوظ، متهمة الرئيسة المنتخبة ومكتبها المسير بالضلوع في قضايا فساد وتوريط بعض المستشارين، بمن فيهم المستشار المعروف بـ”المسمى اتلموس”، وعدد من المعتقلين احتياطيا على ذمة التحقيقات.
حيث تدخل العامل كان حاسما في إعادة الهدوء إلى الاجتماع، وفرض النظام وأكد أن مثل هذه الفوضى المفتعلة لن تخدم أي طرف، بل ستزيد من تعميق أزمة الجماعة وتأخير المشاريع الكبرى التي تعد القنيطرة بحاجة ماسة إليها.
وجدير بالذكر أن جماعة القنيطرة تعيش على وقع صراعات مستمرة منذ الانتخابات الماضية، حيث أدت الخلافات السياسية بين الأعضاء إلى عزل الرئيس ونوابه، وإدخال المدينة في حالة من الجمود الإداري والتنموي، حيث تعزى هذه الصراعات إلى النزاع حول توزيع المصالح والنفوذ، ما أثر بشكل مباشر على تنفيذ المشاريع الكبرى التي من شأنها تحسين وضع المدينة وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية.
ومن المنتظر ان يبقى مستقبل جماعة القنيطرة رهينا بقدرة مكوناتها على تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لتحقيق مصلحة السكان، خصوصا في ظل الفرص التنموية الكبيرة التي تزخر بها المنطقة، حيث يأمل المواطنون أن يثمر تدخل العامل الجديد عن حلول جذرية تعيد الاستقرار للمجلس وتمكن المدينة من استئناف مسارها التنموي.
27/11/2024