في تطور سياسي مثير شهدته جماعة السعيدية، بإقليم بركان، تقدمت رئيسة المجلس الجماعي باستقالتها في خطوة أثارت جدلا واسعا بين المتابعين والمعارضين على حد سواء، حيث جاءت هذه الخطوة عقب صدور قرار محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط بعزلها من منصبها، وهو الحكم الذي أكدت محكمة النقض ، بعدم قبوله للطعن، مما جعل العزل مسألة وقت فقط.
وحسب ما كشفه معارضو المجلس، تبدو استقالة الرئيسة جزءا من خطة انتخابية محكمة دبرها المراوغ البارز، حسان بن مومن، نائب الرئيسة الثالث، المعروف بخدعه ومكره الإنتخابي ، وتقول المصادر إن الاستقالة جاءت تمهيدا لتمرير منصب الرئاسة إلى نجل ( حسان بن مومن ) ،المسمى عبد الخالق بن مومن، عبر اتفاق مسبق يهدف إلى إبعاد الأنظار عن الحاكم الفعلي للمجلس، حسان بن مومن نفسه.
هذه الخطوة أثارت الشكوك حول استمرار بن مومن في تحريك خيوط المجلس من وراء الكواليس، ضامنًا بذلك بقاء الأغلبية التي تخدم مصالحه وتكرس هيمنته، حيث المعارضون لم يتوانوا عن توجيه انتقادات حادة لما وصفوه بـ”الفساد الانتخابي” في جماعة السعيدية، وطالبوا عامل الإقليم بالتدخل العاجل لتطبيق القانون، على غرار ما حدث في جماعة القنيطرة، حيث تم اتخاذ إجراءات صارمة لمحاصرة الفساد وتطهير المؤسسات المحلية من التجاوزات.
ويبدو أن استقالة الرئيسة اليافعة ، جاءت كخطة بديلة لتجنب تطبيق قرار العزل الذي كان سيفقد الأغلبية الحالية السيطرة على المجلس، مما يؤكد أن الخطوة تحمل في طياتها أبعادا سياسية تتجاوز مجرد استقالة عادية، حيث يرى المراقبون أن هذا النوع من المناورات يضر بمصداقية العملية الانتخابية ويقوض ثقة المواطنين في المؤسسات المنتخبة.
07/12/2024