على إثر فضيحة الفساد التي هزت جماعة إمزورن بإقليم الحسيمة، تحصلت جريدة “كواليس الريف” على وثائق رسمية وأحكام قضائية تدين تورط عضو الجماعة “محمد الخزراني” في قضية تزوير شهادة حياة لسيدة متوفاة منذ عام 2006، حيث أن هذه الوثائق تثبت بما لا يدع مجالا للشك التواطؤ بين العضو وأحد السماسرة لإصدار شهادة غير قانونية بهدف الاحتيال على تعويضات مالية كبيرة من السلطات الهولندية.
وبحسب الوثائق التي توصلت بها الجريدة، قام العضو “محمد الخزراني” بتزوير شهادة حياة لسيدة متوفاة تنتمي لجماعة إجرماواس بإقليم الدريوش، الوثيقة المزورة، التي تمت بتنسيق مع أحد السماسرة، كانت تهدف إلى تمكين ابن السيدة المتوفاة من الاستفادة من تعويض مالي يقدر بـ170 ألف يورو، كان مخصصا لوالدته المتوفاة كأرملة لدى السلطات الهولندية.
عملية التزوير تمت مقابل رشوة بلغت 55 ألف درهم، دفعها الإبن مقابل الشهادة الإدارية المزورة، حيث قد استغل العضو المذكور سذاجة 12 شاهدا ، لإثبات حياة السيدة، إلا أن هؤلاء الشهود تم خداعهم بداعي تسجيلهم في اللوائح الانتخابية، بينما تم استخدام بطائقهم التعريفية زورًا لإتمام العملية.
الوثائق التي حصلت عليها الجريدة تضمنت أيضا معطيات تؤكد اعتقال الوسيط المتورط في القضية، وهو شخص له سوابق في ملفات تتعلق بالهجرة السرية، وقد أودع الوسيط السجن المحلي بالناظور، بينما تتواصل التحقيقات بإشراف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدريوش، بهدف الكشف عن جميع المتورطين وتحديد المسؤوليات بدقة.
كما أن الوثائق التي حصلت عليها “كواليس الريف” تسلط الضوء على حجم الجريمة وخطورة التلاعب بمؤسسات الدولة لتحقيق مكاسب شخصية، وفي هذا السياق، يطالب المواطنون بضرورة تشديد الرقابة على المجالس الجماعية وضمان محاسبة المتورطين في مثل هذه الجرائم، لتجديد الثقة في المؤسسات الإدارية.
ومع استمرار التحقيقات، ينتظر الرأي العام الكشف عن جميع المتورطين ومتابعتهم قضائيا، في خطوة يفترض أن تعيد الأمل في محاربة الفساد وفرض سيادة القانون.
13/12/2024
