بينما يجتهد العديد من رجال السلطة في مختلف أنحاء المملكة لتحرير الفضاءات العامة من مظاهر الفوضى والتسيب، يبدو أن مدينة إمزورن تشهد حالة استثنائية قد توصف بأنها نشاز، باشا المدينة، الذي يفترض أنه الممثل الأول لعامل إقليم الحسيمة، لا يغادر مكتبه إلا لحضور الحفلات والمهرجانات، تاركًا المدينة تغرق في فوضى عارمة.
مظاهر احتلال الأرصفة والشوارع من قبل أرباب المقاهي والمطاعم وحتى سكان المنازل الذين يقيمون سياجات عند مداخل منازلهم باتت السمة البارزة للمدينة، هذه الفوضى لم تأتِ من فراغ؛ فهي نتيجة مباشرة للسياسات المتبعة من قبل الباشا، الذي يبدو أنه أدار ظهره لمشاكل المدينة، متجاهلًا مسؤولياته تجاه سكانها.
الغريب في الأمر أن هذه الفوضى، التي كان من المفترض مواجهتها بحزم من قبل الباشا وقياداته، هي ذاتها التي أشعل شرارتها الأولى، بنهجه لسياسة “فرق تسد”، الشوارع والساحات العامة تحولت إلى مشاهد من البداوة، حيث يهيمن الباعة المتجولون على كل زاوية.
المواطنون يتساءلون: متى سيترجل الباشا من مكتبه ويقوم بجولات ميدانية لمعاينة الأوضاع عن قرب؟ متى سيتم تنفيذ استراتيجية واضحة لتحرير الملك العام من قبضة المستغلين؟ أم أن الحفلات والمهرجانات هي الشغل الشاغل لمن يفترض أنه حارس النظام العام؟
إن استمرار هذا الوضع سيزيد من تأزم المدينة، ويُحمّل الباشا وطاقمه مسؤولية الإخفاق في حماية الملك العام وتنظيم الفضاءات العامة. على الجهات المعنية التدخل الفوري لوضع حد لهذا التسيب، وتنفيذ القانون بحزم لإعادة النظام إلى شوارع إمزورن.
14/01/2025