تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، حيث يتداخل البعدان السياسي والديني في سياق معقد. قرار الرئيس الجزائري تبون بالابتعاد عن شمس الدين حفيظ يأتي في ظل حساسية العلاقات الثنائية وتزايد الرقابة الفرنسية على المؤسسات ذات الصلة بالجزائر في فرنسا، وخاصة المسجد الكبير في باريس.
التحقيق الفرنسي في تمويل المسجد يشير إلى محاولة لتقليص النفوذ الجزائري، وربما إعادة تشكيل إدارة المسجد لضمان تمثيل أوسع للمغاربيين، بما يتماشى مع الرؤية الفرنسية حول العلمانية والسيادة الوطنية.
موقف تبون بعدم الاستجابة لاتصالات حفيظ يعكس حرص الجزائر على تجنب الدخول في سجالات قد تُفسر كدفاع مباشر عن شخصية مرتبطة بالتحقيقات، مما قد يحرج الجزائر رسميًا.
أما دعوة حفيظ لتلاوة الأدعية من المنبر، فتبدو محاولة لتخفيف التوتر أو إثبات ولاء للمجتمع الفرنسي، لكنها أثارت جدلاً حول دوافعها، حيث اعتبرها البعض تنازلًا مفرطًا في ظل الأزمة الدبلوماسية.
هذا الوضع يعكس مدى تعقيد العلاقات الجزائرية-الفرنسية، حيث تتداخل قضايا السيادة الوطنية والتأثير الديني والسياسي في سياق حساس.
كواليس الريف: متابعة
17/01/2025