في مشهد يعكس أزمة حقيقية، يقضي مئات التونسيين يومياً ساعات طويلة أمام مراكز توزيع الغاز المنزلي، أملاً في تعبئة قواريرهم بهذه المادة الأساسية التي أصبحت شحيحة في العديد من المناطق. الأزمة تتزامن مع موجة برد قاسية تزيد من معاناة السكان، في وقت تباطأت فيه الواردات، ما أدى إلى اضطرابات في التوزيع وترك المواطنين يواجهون ظروفاً صعبة.
ورغم وعود السلطات التونسية بقرب إيجاد حل لهذه الأزمة، إلا أن الطوابير الطويلة في مختلف المدن تُظهر عمق المشكل وتأثيره على الحياة اليومية للتونسيين. هذا الوضع يُبرز إخفاقات الحكومة في تأمين احتياجات أساسية لشعبها، ما يثير تساؤلات حول دور “الحليف الجزائري”، المعروف بوفرة موارده الغازية، في دعم تونس التي تُعد إحدى حلفائه الإقليميين.
مع استمرار الأزمة وتزايد استياء المواطنين، تتجه الأنظار نحو السلطات التي لم تُقدم حتى الآن حلولاً ملموسة لمعالجة هذه الأزمة التي تأتي في وقت حساس من السنة، حيث يعتمد التونسيون بشكل كبير على الغاز للتدفئة والطهي.
تفاقم أزمة الغاز المنزلي يعكس عجزاً في التخطيط وسوء إدارة الموارد، ويضع الحكومة أمام اختبار صعب في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. يبقى السؤال: هل ستتحرك الدولة بشكل جاد لتأمين احتياجات شعبها أم ستظل الأزمة عنواناً آخر في سجل الإخفاقات المتكرر ؟
20/01/2025