عاش مارك لسنوات طويلة في ظلامٍ فرضه فقدان بصره، وكانت حياته تسير على إيقاع التحديات اليومية التي إعتادها مع مرور الوقت ، لكن حدثت معجزة غيّرت مسار حياته بالكامل، فقد عاد إليه بصره بشكل مفاجئ وغير متوقع ، وبينما كان من الطبيعي أن يعمّه الفرح ويشارك عائلته هذه اللحظة العظيمة، اختار مارك أن يحتفظ بسرّه.
لم يكن قرار مارك سهلاً، لكنه أراد أن يستخدم بصره المستعاد لفهم حقيقة عالمه، واكتشاف ما تغيّر حوله وما قد يكون قد فاته خلال سنوات فقدانه للبصر. بدأ يراقب كل التفاصيل التي لم يكن بمقدوره رؤيتها من قبل، واكتشف أن منزله وأفراد عائلته يخفون أسراراً لم يكن ليتخيلها.
في البداية، بدا كل شيء طبيعياً. تجوّل في المنزل كما اعتاد، ولكن هذه المرة كان يلاحظ ما لم يكن يرى من قبل … رأى التوتر في عيون زوجته، الهمسات المريبة بين أفراد العائلة، والأشياء المخبأة في زوايا لم يكن يتخيل وجودها. كل صوت يصدر عن الأرضية أصبح وكأنه رسالة مخفية، وكل ظلٍ ظهر أمامه حمل معه حقيقة مؤلمة.
مع مرور الوقت، أصبح مارك يدرك أن الحقيقة التي عاشها لم تكن سوى كذبة كبيرة ، اكتشف أن زوجته وأفراد عائلته كانوا يخفون عنه أموراً جوهرية، ما جعله يشكك في ولائهم وصدقهم معه ، هذا الاكتشاف دفعه إلى مواجهة مشاعره المتضاربة بين الصدمة والغضب والحزن.
عندما عرف أبناؤه أنه استعاد بصره وكان يراقبهم بصمت، كانوا مصدومين للغاية … لكن ما أثار الذعر هو الحقيقة التي كشفها لهم مارك، ما دفعهم للاتصال برقم الطوارئ 911 في محاولة للسيطرة على الوضع.
كانت رؤية مارك المستعادة أشبه بسلاح ذو حدين: قوة خارقة منحته القدرة على كشف ما كان مستتراً، لكنها في الوقت ذاته كشفت له حقائق مؤلمة غيّرت حياته إلى الأبد.
25/01/2025